سُورَةُ النِّسَاءِ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ مِائَةٌ وَسِتٌّ وَسَبْعُونَ آيَةًنحمدك اللّهمّ مالك الملك تؤتى الملك من تشاء و تنزع الملك ممّن تشاء و تعزّ من تشاء و تذلّ من تشاء بيدك الخير انّك على كلّ شى ء قدير ربّنا فاغفر لنا ذنوبنا و كفّر عنّا سيّئاتنا و توفّنا مع الأبرار، و صلّ و سلّم و بارك على حبيبك و نبيّك سيّدنا و شفيعنا و مولانا محمّد الامّىّ المبعوث الى جميع الخلق رحمة و هدى صلى اللّه عليه و سلم و على اله و أصحابه أجمعين سورة النّساء مدنيّة و آياتها مائة و ستّ و سبعون روى البيهقي فى الدلائل من طرق عن ابن عباس قال نزلت سورة النساء بالمدينة و كذا اخرج ابن المنذر عن قتادة و اخرج البخاري عنه ربّ يسّر و تمّم بالخير بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ _________________________________ ١ يا أَيُّهَا النَّاسُ خطاب للموجودين عند النبي صلى اللّه عليه و سلم و يتبعهم الناس أجمعون اتَّقُوا رَبَّكُمُ اى العقاب بان تطيعوا الَّذِي خَلَقَكُمْ فى بدو الأمر مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ يعنى آدم عليه السلام وَ خَلَقَ عطف على خلقكم او على محذوف تقديره خلقها و خلق مِنْها زَوْجَها يعنى حواء بالمد من ضلع من أضلاعها اليسرى، عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استوصوا بالنساء خيرا فانها خلقت من ضلع آدم الحديث متفق عليه، و اخرج ابو الشيخ عن ابن عباس قال خلق حواء من قصرى أضلاعه، و اخرج ابن ابى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن ابى حاتم عن مجاهد قال خلق حواء من آدم و هو نائم فاستيقظ الحديث و جملة خلقها و خلق منها زوجها «١» تقرير لخلقكم من نفس واحدة، وَ بَثَّ مِنْهُما اى نشر من آدم و حواء رِجالًا كَثِيراً وَ نِساءً كثيرة غيركم ايها المخاطبون اكتفى بوصف الرجال بالكثرة عن وصف النساء بها إذ الحكمة تقتضى ان تكون النساء اكثر من الرجال حتى أباح اللّه تعالى لرجل أربعا من النساء و ذكّر كثيرا حملا على الجمع و رتب (١) اخرج إسحاق و ابن عساكر عن ابن عباس قال ولد لادم أربعون ولدا عشرون غلاما و عشرون جارية منه رحمه اللّه. الأمر بالتقوى على هذه القصة لما فيها من الدلالة على كمال القدرة و النعمة المقتضيين الخشية و الطاعة و فيه تمهيد للامر بالتقوى فى صلة الأرحام و أداء حقوق العباد وَ اتَّقُوا اللّه عطف على اتّقوا ربّكم كانه قيل اتقوه لربوبيته و خلقه إياكم خلقا بديعا و لكونه مستجمعا لجميع صفات الكمال او لكونه مستحقا بذاته للخشية و الطاعة الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ قرا اهل الكوفة بتخفيف السين على حذف احدى التاءين و الباقون بالتشديد على ادغام التاء فى السين يعنى يسئل به بعضكم بعضا و يقول أسئلك باللّه وَ الْأَرْحامَ بالنصب عطفا على اللّه يعنى و اتقوا الأرحام ان تقطعوها عن عائشة قالت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الرحم معلقة بالعرش تقول ألا من وصلني وصله اللّه و من قطعنى قطعه اللّه متفق عليه و عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خلق اللّه الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فاخذت بحقوى «١» الرحمن فقال مه قالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال أ لا ترضين ان اصل من وصلك و اقطع من قطعك قالت بلى يا ربّ قال فذاك متفق عليه و عن عبد اللّه بن عمر و قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليس الواصل المكافي و لكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها رواه البخاري و عن انس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أحب ان يبسط له فى رزقه و ينساه له فى اثره فليصل رحمه متفق عليه و عن ابى هريرة ان الرجل قال يا رسول اللّه ان لى قرابة أصلهم و يقطعونى و احسن إليهم و يسيئون اليّ و احلم عنهم و يجهلون علىّ فقال لئن كنت كما قلت فكانما تسفهم المل و لا يزال معك من اللّه ظهير عليهم ما دمت على ذلك رواه مسلم و قرا حمزة بالجر عطفا على الضمير المجرور و هذه الاية دليل للكوفيين على جواز العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار فان القراءة متواترة و المعنى يتساءلون باللّه و بالأرحام «٢» و يقول للاستعطاف باللّه و بالرحم افعل كذا إِنَّ اللّه كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (١) حافظا مطلقا فلا تغفلوا عنه، قال مقاتل و الكلبي ان رجلا من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ يتيم له فلما بلغ اليتيم طلب (١) الحقو معقد الإزار و سمى به الإزار مجازا قال فى النهاية لما جعل الرحم شجنه من الرحمن استعار بما الاستمساك به كما يستمسك القريب بقريبه و النسيب بنسيبه و الحقو فيه مجاز و تمثيل منه رحمه اللّه- [.....]. (٢) اخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن ابى حاتم عن مجاهد تساءلون به و الأرحام قال يقول أسئلك باللّه و بالرحم و كذا اخرجوا عن مجاهد و ابراهيم و الحسن منه رحمه اللّه-. المال فمنعه عمه فترافعا الى النبي صلى اللّه عليه و سلم فنزلت. |
﴿ ١ ﴾