٥

وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ «١» يعنى نسائكم و صبيانكم سماهم سفهاء استخفافا لعقولهم كذا قال الضحاك و مجاهد و الزهري و الكلبي و غيرهم و هو أوفق بقوله تعالى أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّه لَكُمْ قِياماً اى ما تقومون بها و تعيشون، قال الضحاك بها يقام الحج و الجهاد و اعمال البر و به فكاك الرقاب من النار و قال ابن عبّاس لا تعمد الى مالك الذي خولك اللّه و جعله لك معيشة فتعطيه امرأتك و بنيك فيكونوا هم الذين يقومون عليك ثم تنظر الى ما فى أيديهم و لكن امسك و أصلحه و كن أنت الذي تنفق عليهم فى رزقهم و تربيتهم كما قال اللّه تعالى وَ ارْزُقُوهُمْ فِيها اى منها

(١) اخرج الحاكم و صححه و البيهقي فى الشعب عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال ثلاثة يدعون اللّه فلا يستجاب لهم رجل كانت تحته امراة سيئة الخلق فلم يطلقها و رجل كان له على رجل مال فلم يشهد و رجل اتى سفيها ماله و قد قال اللّه تعالى وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ منه رحمه اللّه.

وَ اكْسُوهُمْ وَ قُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً (٥) لينا تطيب به أنفسهم و قال سعيد بن جبير و عكرمة ان هذه الاية فى مال اليتيم يكون عندك يقول اللّه سبحانه لا تؤته إياه و أنفق عليه و انما أضاف الأموال الى الأولياء لانهم قوامها و مدبروها، و هذا التأويل يناسب سوابق هذه الاية و لو أحقها فان الخطاب فيما سبق و لحق للاولياء و انما قال و ارزقوهم فيها و لم يقل منها ليدل على ان تجعلوها مكانا لمرزقهم بان تتجروا فيها و تتربحوا حتى تكون نفقتهم من الأرباح لا من صلب المال فيأكلها الانفاق.

﴿ ٥