١٧ إِنَّمَا التَّوْبَةُ اى الرجوع عن ارادة العذاب بالمغفرة او قبول التوبة عَلَى اللّه اى كالمتحتم عليه بمقتضى وعده لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ متلبسين «١» بِجَهالَةٍ قال البغوي قال قتادة اجمع اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على ان كل معصية جهالة عمدا كان ا و لم يكن و كل من عصى اللّه فهو جاهل و كذا اخرج ابن جرير عن ابى العالية و قال الكلبي لم يجهل انه ذنب لكنه جهل عقوبته و قيل معنى الجهالة اختيارهم اللذة الفانية على اللذة الباقية قلت معنى الجهالة ذهوله عن عذاب اللّه عند ثوران النفس و غلبة الشهوة البهيمية او السبعية ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ من للتبعيض اى يتوبون فى اىّ جزء من الزمان القريب قيل معنى القريب قبل ان يحيط السوء بحسناته فحبطها و قيل قبل ان يشرب فى قلوبهم حبّه، فيطبع عليها و يرين السوء على قلبه و قال السدى و الكلبي القريب ان يتوب فى صحته قبل مرض موته و الصحيح ان المراد به فى حياته قبل حضور الموت (١) فى الأصل ملتبسبن-. و معائنة ملائكة العذاب كذا قال عكرمة و الضحاك و يدل عليه قوله تعالى حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قوله عليه الصلاة و السّلام ان اللّه يقبل توبة العبد ما لم يغرغر رواه احمد و الترمذي و ابن ماجة و ابن حبان و الحاكم و البيهقي عن ابن عمر و الحديث صحيح و عن ابى سعيد الخدري ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال ان الشيطان قال و عزتك و جلالك لا أبرح اغوى بنى آدم ما دامت الأرواح فيهم فقال له ربّه فبعزتى و جلالى لا أبرح اغفر لهم ما استغفرونى رواه احمد و ابو يعلى و عن ابى موسى قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان اللّه يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها رواه مسلم و عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من تاب قبل ان تطلع الشمس من مغربها تاب اللّه عليه رواه مسلم سمى اللّه تعالى مدة العمر قريبا نظرا الى ما بعده قال اللّه تعالى قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللّه عَلَيْهِمْ لاستحالة الخلف فيما وعد اللّه سبحانه و جعل على نفسه كالمتحتم فهذه الجملة كالنتيجة لما سبق وَ كانَ اللّه عَلِيماً يعلم المخلص فى التوبة حَكِيماً (١٧) لا يعاقب بعد التوبة. |
﴿ ١٧ ﴾