٣٧ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ممّا وجب عليه بدل من من كان بدل الكل لانّ المختال الفخور يبخل عن إيفاء بنى نوعه التواضع او لانه أراد بالمختال هذا الفرد و جمع الموصول نظرا الى معنى من و جاز ان يكون منصوبا على الذم او مرفوعا على انه خبر مبتدا محذوف اى هم الذين او مبتدا خبره محذوف تقديره الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ أحقاء لكل ملامة او أحقاء بالعذاب و يدل على التقدير الثاني التذئيل بقوله أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ الاية قرا حمزة و الكسائي بالبخل هاهنا و فى الحديد بفتح الباء و الخاء و الباقون بضم الباء و سكون الخاء و هما لغتان قال البغوي قال ابن عباس و ابن زيد نزلت الاية فى كردم بن زيد و حيى بن اخطب و رفاعة بن زيد بن التابوت و اسامة بن حبيب و نافع بن ابى نافع و بحرى بن عمرو من اليهود كانوا يأتون رجالا من الأنصار و يخالطونهم فيقولون لا تنفقوا أموالكم فانا نخشى عليكم الفقر و لا تدرون ما يكون كذا اخرج ابن إسحاق و ابن جرير بسند صحيح عن ابن عباس فعلى هذا المراد بالبخل البخل بالمال و قال سعيد بن جبير المراد بالبخل كتمان العلم اخرج ابن ابى حاتم من طريق عطية العوفى و هو ضعيف عن ابن عباس انها نزلت فى الذين كتموا صفة محمد صلى اللّه عليه و سلم و لا بخل فوق إمساك العلم بصفة النبي صلى اللّه عليه و سلم و امر بعضهم بعضا بذلك وَ يَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ يعنى المال او العلم وَ أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ وضع الظاهر موضع المضمر اشعارا بان من هذا شأنه فهو كافر لنعمة اللّه و من كان كافرا لنعمة اللّه هيّئنا له عَذاباً مُهِيناً (٣٧) كما أهان النعمة بالبخل و الكتمان و وضع ضمير المتكلم موضع الغائب لتفخيم العذاب و مزيد التهويل عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم السخي قريب من اللّه قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار و البخيل بعيد من اللّه بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار و لجاهل سخى احبّ الى اللّه من عابد بخيل رواه الترمذي و عن ابى سعيد مرفوعا خصلتان لا تجتمعان «١» فى مؤمن البخل و سوء الخلق رواه الترمذي و عن ابى بكر الصديق عنه صلى اللّه عليه و سلم لا يدخل «٢» الجنة خبّ «٣» و لا بخيل و لا منان رواه الترمذي-. (١) و عن ابى بكر الصديق قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لا يدخل الجنة سيّى ء الملكة منه رحمه اللّه. (٢) خبّ اى خدّاع و هو الجربز الذي يسعى بين الناس بالفساد منه رحمه اللّه. (٣) فى الأصل لا يجتمع. |
﴿ ٣٧ ﴾