٣٨

وَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ رياء مفعول له للانفاق يعنى ينفقون لان يراه الناس و يقولوا ما أجودهم و الموصول معطوف على الموصول يعنى الذين يبخلون و وجه المشاركة بينهما فى الذم ان الانفاق رياء كعدم الانفاق او ان البخل و الإسراف طرفا انفاق على ما لا ينبغى بالإفراط و التفريط سيان فى استجلاب الذّم و العذاب او مبتدا و خبره محذوف يعنى فالشيطان قرين له يدل على المحذوف قوله تعالى وَ مَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً او معطوف على الكفرين فان الانفاق رياء كفر و اشراك خفىّ و لذلك عطف عليه وَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللّه وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال اللّه تعالى انا اغنى الشركاء «٤»

(٤) فى الأصل قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انا اغنى الشركاء. ه.

عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معى غيرى تركته و شركه و فى رواية فانا منه برى ء هو للذى عمله رواه مسلم و فى حديث عمر بن الخطّاب عن معاذ مرفوعا ان يسير الرياء شرك هذه الاية نزلت فى اليهود كما ذكرنا و قال السدى فى المنافقين و قيل فى مشركى مكة المنفقين أموالهم فى عداوة النبي صلى اللّه عليه و سلم وَ مَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً صاحبا و خليلا فَساءَ قَرِيناً (٣٨) المخصوص بالذم محذوف يعنى الشيطان ففيه تحذير عن متابعة الشيطان و مصاحبته او المخصوص من يكن الشيطان له قرينا ففيه اشارة الى ما فعلوه من الشرور من البخل و الرياء و غير ذلك انما هو بمقارنة الشيطان و جاز ان يكون وعيدا لهم بان الشيطان يقرن بهم فى النار.

﴿ ٣٨