٤٤

أَ لَمْ تَرَ خطاب لغير معيّن يدل عليه قوله تضلّوا و أعدائكم او خطاب لسيّد القوم فى مقام خطابهم و الرواية مجاز عن النظر و الّا فالرؤية سواء كان من البصر او القلب لا يتعدى بالى و يحتمل تضمين معنى النظر على انها روية البصر او تضمين معنى الانتهاء سواء كانت الرؤية من البصر او القلب و لذا عدى بالى حيث قال إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يعنى يهود المدينة و تنكير نصيبا للتحقير يعنى أوتوا حظّا يسيرا من الكتاب اى التوراة و هو القراءة باللسان دون التفقه و الإذعان بالجنان يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ اى الكفر بنبوة محمد صلى اللّه عليه و سلم يستبدلونها بالهداية التي كانوا عليها قبل البعثة فانهم كانوا يؤمنون بالنبي الأمي المبعوث فى اخر الزمان و كانوا يستفتحون على الذين كفروا، او المعنى يستبدلون الضلالة بالهداية التي تمكنوا على تحصيلها باتباع النبي صلى اللّه عليه و سلم وَ يُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا ايها المؤمنون السَّبِيلَ (٤٤) الى الحق و الاستفهام للتقرير و التعجيب و التحذير يعنى قد رأيت و علمت عداوتهم بك و بالمؤمنين مع علمهم بكونك على الحق فاحذرهم فانّ أعدى الأعداء من أراد بكم الضلالة الموجبة للّهلاك الابدى و لا تستنضحوهم فى أموركم.

﴿ ٤٤