٥٤ أَمْ بل يَحْسُدُونَ الاية اى اليهود و اخرج ابن سعد عن عمر مولى عفرة ابسط منه النَّاسَ قال ابن عباس و الحسن و مجاهد و جماعة المراد بالناس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وحده حسدوه على ما أحل اللّه له من النساء كما مرّ و قيل المراد به محمد صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه و قال قتادة المراد بالناس العرب حسدهم اليهود على النبوة و ما أكرمهم اللّه تعالى بالنبي صلى اللّه عليه و سلم و قيل المراد بالناس الناس أجمعون لان من حسد النبوة فكأنّما حسد الناس كلهم كمالهم و رشدهم عَلى ما آتاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ يعنى النبوة و الكتاب و رضوان اللّه تعالى و النصر على الأعداء و الإعزاز فى الدنيا و النساء و غير ذلك مما يشتهونه فى الدنيا من الحلال و جعل النبىّ الموعود منهم فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الذين هم أسلاف محمد صلى اللّه عليه و سلم و أبناء جده يعنى إسماعيل و إسحاق و يعقوب و سائر أنبياء بنى يعقوب عليهم السّلام الْكِتابَ التورية و الإنجيل و الزبور و اللام للجنس وَ الْحِكْمَةَ العلم اللدني او العلوم التي اعطوا مما سوى الكتاب وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (٥٤) ملّك يوسف و طالوت و داؤد و سليمان عليهم السلام و غيرهم فلا يبعد ان يعطى محمد صلى اللّه عليه و سلم و اتباعه مثل ما اعطوا او أفضل من ذلك و قد كان لسليمان عليه السلام الف امراة ثلاثمائة مهرية و سبعمائة سرية و كان لداود مائة امراة و لم يكن لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ الا تسع نسوة قال البغوي فلما قال اللّه تعالى لهم ذلك سكتوا يعنى عن ذكر كثرة نساء النبي صلى اللّه عليه و سلم و غير ذلك من النعماء و جازان يراد بقوله فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً مع كثرة حسادهم و قوتهم كنمرود و فرعون و غيرهما فلم ينفع الحسد للحساد و لم يضر بالمحسودين-. |
﴿ ٥٤ ﴾