٦٠ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يعنى المنافقين يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ الاية و قال جبرئيل ان عمر فرّق بين الحق و الباطل فسمى بالفاروق و سمى بالطاغوت كعب بن الأشرف او كاهن من جهينة لفرط طغيانه او لتشبيهه بالشيطان أو لأن التحاكم اليه تحاكم الى الشيطان و اخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس قال كان ابو برزة الأسلمي كاهنا يقضى بين اليهود فيما يتنافرون فيه فتنافر اليه ناس من المسلمين فانزل اللّه تعالى هذه الاية و اخرج ابن ابى حاتم من طريق عكرمة او سعيد عن ابن عباس قال كان الحلاس ابن الصامت و معتب بن قشير و رافع بن زيد و بشر يدّعون الإسلام فدعاهم من قومهم من المسلمين فى خصومة كانت بينهم الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدعوهم الى الكهان حكّام الجاهلية فانزل اللّه تعالى هذه الاية قال البغوي قال السّدى كان ناس من اليهود اسلموا و نافق بعضهم و كانت قريظة و النضير فى الجاهلية إذا قتل رجل من بنى قريظة رجلا من بنى النضير قتل به او أخذ مائة و سق تمر و إذا قتل رجل من نضير رجلا من قريظة لم يقتل و اعطى ديته ستين وسقا و كانت نضير و هم حلفاء الأوس «١» اشرف و اكثر من قريظة و هم حلفاء الخزرج فلمّا جاء الإسلام و هاجر النبي صلى اللّه عليه و سلم الى المدينة قتل رجل من النضير رجلا من قريظة فاختصموا فى ذلك فقالت بنوا النضير كنا و أنتم اصطلحنا على ان نقتل منكم و لا تقتلون منا و ديتكم ستون و سقا و ديتنا مائة وسق فنحن نعطيكم ذلك فقال الخزرج هذا شى ء فعلتموه فى الجاهلية لكثرتكم و قلتنا فقهرتمونا و نحن و أنتم اليوم اخوة و ديننا و دينكم واحد فلا فضل لكم علينا فقال المنافقون منهم انطلقوا الى ابى برزة الكاهن الأسلمي و قال المسلمون من الفريقين لابل الى النبي صلى اللّه عليه و سلم و ابى المنافقون و انطلقوا الى ابى برزة ليحكم فانزل اللّه تعالى اية القصاص و هذه الاية وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ يعنى أمروا ان يخالفوا الطاغوت و يتبرؤا عنه كما فى قوله تعالى يَوْمَ ... (١) فيه نظر (أبو محمد عفا اللّه عنه). يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ و المؤمنون أمروا بمخالفة اليهود و الكهان و الشياطين و التبري عنهم قال اللّه تعالى لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصارى أَوْلِياءَ و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من اتى كاهنا فصدّقه بما يقول او اتى امراة حائضا او اتى امراة فى دبرها فقد برئ مما نزل على محمّد رواه احمد و اصحاب السنن الاربعة بسند صحيح عن ابى هريرة و روى الطبراني بسند ضعيف من حديث واثلة من اتى كاهنا فساله عن شى ء حجبت عنه التوبة أربعين ليلة فان صدّقه بما قال كفر وَ يُرِيدُ الشَّيْطانُ شيطان الانس و الجنّ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً (٦٠) عن الحق. |
﴿ ٦٠ ﴾