٦٥

فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ الاية نزلت فى ذلك و كذا اخرج الطبراني فى الكبير و الحميدي فى مسنده عن أم سلمة قالت خاصم الزبير رجلا الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقضى للزبير فقال الرجل انما قضى له لانه ابن عمته فنزلت

قال البغوي روى ان الأنصاري الذي خاصم الزبير كان اسمه حاطب بن ابى بلتعة قلت أخرجه ابن ابى حاتم عن سعيد بن المسيب فى هذه الاية قال نزلت فى الزبير بن العوام و حاطب ابن ابى بلتعة «١» اختصما فى ماء فقضى النبي صلى اللّه عليه و سلم ان يسقى الأعلى ثم الأسفل قلت و تسمية حاطب بن ابى بلتعة فى هذه القصّة و هم لان حاطبا لم يكن من الأنصار بل من المهاجرين شهد بدرا و لعل ذلك رجل منافق من الأوس او الخزرج سمّى أنصاريا لكونه منهم نسبا

قال البغوي لمّا خرجا من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرّا على المقداد فقال لمن كان القضاء فقال الأنصاري لابن عمته و لوّى شدقه ففطن له يهودى كان مع المقداد فقال قاتل اللّه هؤلاء يشهدون انه رسول اللّه ثم يتهمونه فى قضاء يقضى بينهم و ايم اللّه لقد أذنبنا مرة فى حيوة موسى فدعانا موسى الى التوبة منه فقال اقتلوا أنفسكم ففعلنا فبلغ قتلانا سبعين الفا فى طاعة ربنا حتى رضى عنا فقال ثابت بن شماس بن قيس اما و اللّه ان اللّه ليعلم منى الصدق لو أمرني محمد صلى اللّه عليه و سلم ان اقتل نفسى لفعلت و

قال البغوي قال مجاهد و الشعبي نزلت هذه الاية فى بشر المنافق و اليهودي الذي اختصما الى عمر الذي مرّ ذكره كما يقتضيه السياق و معنى الاية فلا اى ليس الأمر كما فعل الذين يزعمون انهم مؤمنون ثم لا يرضون بحكمك ثم استأنف القسم فقال وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ و جاز ان يكون لا زائدة كما فى لا اقسم و المعنى وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ، حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ اى اختلف بينهم و اختلط عليهم الأمر و منه الشجر لالتفات أغصانه ثُمَّ لا يَجِدُوا عطف على يحكموك فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ ضيقا مما حكمت به

و قال مجاهد شكّا فان الشاكّ فى ضيق امره وَ يُسَلِّمُوا اى ينقادوا لك تَسْلِيماً (٦٥) انقيادا طوعا بلا كره منهم.

(١) فى الأصل هنا ابن بلتعة- [.....].

﴿ ٦٥