٦٦ وَ لَوْ ثبت أَنَّا كَتَبْنا اى فرضنا عَلَيْهِمْ اى على الذين يزعمون انهم أمنوا و لم يرضوا بحكمك و هم المنافقون و لا جائز ان يكون الضمير راجعا الى جميع المؤمنين الموجودين فى ذلك الزمان و هم الصّحابة رضى اللّه عنهم لان سوق الكلام فى المنافقين و كيف يتصوّر الحكم فى حق الصحابة بانه لو كتب عليهم ما فعلوه و قد مدح اللّه تعالى عليهم بقوله كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ و بقوله يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ و نحو ذلك و اثنى عليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بقوله خير القرون قرنى و بقوله ان اللّه اختارني و اختار لي أصحابا و لو كان الضمير عايدا الى الصحابة لزم فضل اصحاب موسى عليه السلام عليهم فانهم قتلوا أنفسهم حين أمروا به للتوبة، أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ للتوبة عن اعراضهم عن حكمك الى غيرك و ان مفسرة لان فى كتبنا معنى القول او مصدرية يعنى أمرنا بقتل أنفسهم كما أمرنا بنى إسرائيل حين عبدوا العجل أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ كما أمرنا بنى إسرائيل بالخروج من مصر و جاز ان يكون المعنى امرناهم بالخروج من ديارهم للجهاد و تعريض أنفسهم على القتل فيه قرا ابو عمرو و يعقوب بكسر النون فى ان اقتلوا و ضم الواو فى او اخرجوا للاتباع او التشبيه بواو الجمع و قرا عاصم و حمزة بكسرهما على الأصل و الباقون بضمّهما اجراء لهما مجرى همزة الوصل ما فَعَلُوهُ اى القتل او الخروج او المكتوب عليهم إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ قرا ابن عامر الّا قليلا بالنصب على الاستثناء و الباقون بالرفع على انّ المختار فى كلام غير موجب هو البدل و انما يفعل ذلك القليل بتوفيق اللّه تعالى ايّاهم الإخلاص بعد النفاق و اللّه اعلم، اخرج ابن جرير عن السّدى قال لمّا نزلت وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ افتخر ثابت بن قيس بن شماس و رجل من يهود فقال اليهودي و اللّه لقد كتب اللّه علينا ان اقتلوا أنفسكم فقتلنا أنفسنا فقال ثابت و اللّه لو كتب اللّه علينا ان اقتلوا أنفسكم لقتلنا أنفسنا فانزل اللّه تعالى وَ لَوْ ثبت أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ من متابعة الرسول و مطاوعته طوعا و رغبة لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً (٦٦) تحقيقا لايمانهم او تثبيتا لثواب أعمالهم و نصبه على التمييز قال الحسن و مقاتل لمّا نزلت هذه الاية قال عمر و عمار ابن ياسر و عبد اللّه بن مسعود و ناس من اصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و اللّه لو أمرنا لفعلنا و الحمد للّه الذي عافانا فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال ان من أمتي لرجالا الايمان فى قلوبهم اثبت من الجبال الرواسي. |
﴿ ٦٦ ﴾