٨٣

وَ إِذا جاءَهُمْ اى المنافقين او ضعفة الرأى من المسلمين أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ اى الفتح و السلامة أَوِ الْخَوْفِ اى الهزيمة و الاختلاف أَذاعُوا بِهِ اشاعوه وَ لَوْ رَدُّوهُ اى ذلك الخبر إِلَى الرَّسُولِ صلى اللّه عليه و سلم وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ اى ذوى الرأى من الصحابة كابى بكر و عمر و عثمان و على سموا باولى الأمر لانهم بصراء بالأمور او لانهم يؤمرون منهم غالبا أو لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم يستشار منهم قبل ان يأمر الناس بشى ء او يأمر الناس بالاقتداء بهم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم امّا وزير اى من اهل الأرض فابو بكر و عمر رواه الترمذي عن ابى سعيد و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اقتدوا بالذين من بعدي ابى بكر و عمر رواه الترمذي لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ الاستنباط الاستخراج يقال استنبط الماء إذا استخرجه يعنى يستخرجون بانظارهم ما يليق بذلك الأمر من الاشاعة او الإخفاء و المراد بالذين يستنبطون هم النبي صلى اللّه عليه و سلم و أولوا الأمر من أصحابه فههنا وضع المظهر موضع المضمر و كان المقام تعلموه و العلم هاهنا بمعنى المعرفة يقتضى مفعولا واحدا، و منهم حال من الذين و المعنى لعلم المستنبطون من النبي و اولى الأمر ما يليق بذلك الخبر او المراد بالمستنبطين هم المذيعون و منهم على هذا صلة للفعل و المعنى لعلم المذيعون الذين يستخرجون العلم من النبي صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه ما يليق بذلك الأمر وَ لَوْ لا فَضْلُ اللّه عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ الاضافة للعهد يعنى لولا فضل اللّه و رحمته بإرسال الرسول و إنزال الكتاب لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ بالكفر و الضلال إِلَّا قَلِيلًا (٨٣) استثناء من ضمير المخاطب- او استثناء مفرغ يعنى اتباعا قليلا يعنى لاتبعتم الشيطان الّا بعضا «١» منكم بحسن الرأى و العصمة من اللّه تعالى كزيد بن عمرو بن نفيل و ورقة بن نوفل و هذا نوع اخر من فضل اللّه او لاتبعتم الشيطان الا اتباعا قليلا فى بعض الأمور و الحاصل ان عصمتكم عن اتباع الشيطان غالبا مستفاد من الرسول و القران حيث لا يكفى عقولكم فى معرفة حسن كثير من الأشياء و قبحه فلا تستعجلوا فى اشاعة الاخبار ايضا من غير اذن منه صلى اللّه عليه و سلم روى مسلم عن عمر بن الخطاب قال لما اعتزل النبي صلى اللّه عليه و سلم نساءه دخلت المسجد فاذا الناس ينكتون بالحصا و يقولون طلّق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نساءه فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتى لم يطلّق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نساءه و نزلت هذه الاية وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ الاية فكنت انا استنبط ذلك الأمر و اللّه اعلم و لمّا ذكر اللّه سبحانه ما فعل المبطئون و ما قالوا إذا جبنوا امر اللّه سبحانه نبيه صلى اللّه عليه و سلم بالقتال و لو كان وحده و وعده بالنصر و نبه ان تقاعد عيره لا يضره و لا مؤاخذة عليه بفعل غيره فقال.

(١) فى الأصل بعض.

﴿ ٨٣