٨٤

فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّه و ان قعدوا عن الجهاد و تركوك وحدك لا تُكَلَّفُ أنت إِلَّا نَفْسَكَ إلا فعل نفسك لا يضرك مخالفتهم و تقاعدهم «٢»

قال البغوي ان النبي صلى اللّه عليه و سلم واعد أبا سفيان بعد حرب أحد موسم بدر الصغرى فى ذى القعدة فلمّا بلغ الميعاد دعا الى الخروج

(٢) اخرج ابن سعد عن خالد بن معدان ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال بعثت الى النّاس كافة فان لم يستجيبوا لى قالى العرب فان لم يستجيبوا لى فالى الفرس فان لم يستجيبوا لى فالى بنى هاشم فان لم يستجيبوا لى فالىّ وحدي منه رحمه اللّه-.

فكرهه بعضهم فانزل اللّه تعالى هذه الاية كذا اخرج ابن جرير عن ابن عباس «١» وَ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ على القتال إذ ما عليك الا البلاغ و التحريض عَسَى اللّه أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا اى قتالهم فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فى بدر الصغرى فى سبعين راكبا و أنجز اللّه وعده فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّه وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ و قد مرّ القصة فى ال عمران وَ اللّه أَشَدُّ بَأْساً صولة و أعظم سلطانا وَ أَشَدُّ تَنْكِيلًا (٨٤) تعذيبا من قريش و من غيرهم فيه تهديد لمن لم يتبع الرسول خوفا من الكفار

قال البغوي الفاء فى قوله تعالى فقاتل جواب عن قوله وَ مَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّه فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ... فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّه ... وَ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ- و اللّه اعلم-.

(١) اخرج ابن ابى حاتم و ابن عبد البر عن سفيان بن عيينة قال سمعت ابن شبرمة يقراها عسى اللّه ان يكف من بأس الذين كفروا قال سفيان و هى فى قرأته ابن مسعود منه.

﴿ ٨٤