١٠٠ وَ مَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّه يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس مراغما اى متحولا يتحول اليه مشتق من الرغام و هو التراب و قيل طريقا يراغم قومه اى يفارقهم على رغم أنوفهم و هو ايضا من الرغام بمعنى التراب و قال مجاهد متزحزحا عما يكره و قال ابو عبيد المراغم المهاجر يقال راغمت قومى اى هاجرتهم و هو المضطرب و المذهب فى القاموس المراغمة الهجران و التباعد و المراغم بالضم و فتح الغين المذهب و المهرب و الحصن و المضطرب وَ سَعَةً فى الرزق و المعاش و سعة فى الصدر بالأمن و زوال الخوف و اظهار الدّين قال البغوي روى انه لما نزلت هذه الاية سمعها رجل من بنى ليث شيخ كبير مريض يقال له جندع بن ضمرة فقال و اللّه ما انا ممن استثنى اللّه عز و جل و انى لاجد حيلة ولى من المال ما يبلّغنى المدينة و ابعد منها و اللّه لا أبيت الليلة بمكة أخرجوني فخرجوا به يحملونه على سرير حتى أتوا به التنعيم فادركه الموت فصفق بيمينه على شماله ثم قال اللّهم هذه لك و هذه لرسولك أبايعك على ما بايعك عليه رسولك فمات فبلغ خبره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا لو وافى المدينة لكان أتم و اوفى اجرا و ضحك المشركون فقالوا ما أدرك هذا ما طلب و اخرج ابن ابى حاتم و ابو يعلى بسند جيّد عن ابن عباس قال خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجرا فقال لاهله احملوني فاخرجونى من ارض المشركين الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمات فى الطّريق قبل ان يصل النبي الى صلى اللّه عليه و سلم فنزلت وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً حال من الضمير فى يخرج إِلَى اللّه وَ رَسُولِهِ اى الى حيث امر اللّه و رسوله ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ قبل بلوغه مهاجره عطف على يخرج فَقَدْ وَقَعَ اى ثبت و الوقوع بمعنى الوجوب و هو مجاز عن تأكيد حصول الاجر بوعد اللّه تعالى إذ لا يجب على اللّه شى ء أَجْرُهُ عَلَى اللّه وَ كانَ اللّه غَفُوراً رَحِيماً (١٠٠) و اخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير عن ابى ضمرة الزرقي الذي كان مصاب البصر و كان بمكة فلما نزلت إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ الاية فقال انى بلغني و انى لذو حيلة فتجهز مريدا الى النبي صلى اللّه عليه و سلم فادركه الموت بالتنعيم فنزلت هذه الاية و اخرج ابن جرير نحو ذلك عن سعيد بن جبير و عكرمة و قتادة و السدىّ و الضحّاك و غيرهم سمى فى بعضها ضمرة بن العيص و فى بعضها العيص بن ضمرة و فى بعضها جندب بن ضمرة الجندعي و فى بعضها الضمري و فى بعضها رجل من بنى ضمرة و فى بعضها رجل من خزاعة و فى بعضها من بنى ليث و فى بعضها من بنى كنانة و فى بعضها من بنى بكر و اخرج ابن سعد فى الطبقات عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ان جندع بن ضمرة الضمري الجندعي كان بمكة فقال لبنيه أخرجوني من مكة فقد قتلنى غمّها فقالوا الى اين فاومى بيده نحو المدينة يريد الهجرة فخرجوا به فلمّا بلغوا اضاءة بنى عمارة مات فانزل اللّه تعالى فيه هذه الاية و اخرج ابن ابى حاتم و ابن مندة و الباوزدى فى الصحابة عن هشام بن عروة عن أبيه ان الزبير بن عوام قال هاجر خالد بن حرام الى ارض الحبشة فنهشه حيّة فى الطريق فنزلت فيه هذه الاية و اخرج الأموي فى مغازيه عن عبد الملك بن عمير قال لمّا بلغ اكتم بن صيفى مخرج النبي صلى اللّه عليه و سلم أراد ان يأتيه فابى قومه ان يدعوه قال فليأت من يبلّغه عنى و يبلّغنى عنه فانتدب له رجلان فاتيا النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالا نحن رسل اكتم بن صيفى و هو يسئلك من أنت و ما أنت و بما جئت فقال انا محمد بن عبد اللّه و انا عبد اللّه و رسوله ثم تلا إِنَّ اللّه يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ الاية فاتيا اكتم فقالا له ذلك فقال اى قوم انه يأمر بمكارم الأخلاق و ينهى عن ملائمها فكونوا فى هذا لامر رؤساء و لا تكونوا اذنابا فركب بعيره متوجها الى المدينة فمات فى الطريق فنزلت فيه هذه الاية و هذا مرسل و اسناده ضعيف و اخرج ابو حاتم فى كتاب المعمرين من طريقين عن ابن عباس انه سئل عن هذه الاية فقال نزلت فى اكتم بن صيفى قيل فاين الليثي قال كان هذا قبل الليثي بزمانة هى خاصة عامة، (فائدة:) قالوا كل هجرة لطلب علم او حج او جهاد او فرار الى بلد يزداد فيه طاعة او قناعة او زهدا او ابتغاء رزق طيّب فهى هجرة الى اللّه و رسوله و من أدركه الموت فى طريقه فقد وقع اجره على اللّه و اللّه اعلم- اخرج ابن جرير عن على قال سال قوم من بنى النجار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا يا رسول اللّه انا نضرب فى الأرض فكيف نصلى فانزل اللّه تعالى. |
﴿ ١٠٠ ﴾