١٠٤

وَ لا تَهِنُوا اى لا تضعفوا ايّها المؤمنون فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ فى طلب الكفار بالقتال إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ الم الجراحات فَإِنَّهُمْ اى الكفار يَأْلَمُونَ من الجراحات كَما تَأْلَمُونَ يعنى ضرر القتال دائر بين الفريقين غير مختصّ بكم وَ تَرْجُونَ من الاجر و الثواب مِنَ اللّه ما لا يَرْجُونَ اى الكفار فينبغى ان تكونوا ارغب فى القتال منهم و اصبر وَ كانَ اللّه عَلِيماً بأعمالكم و ضمائركم حَكِيماً (١٠٤) فيما يأمر و ينهى و اللّه اعلم، ما ذكر البغوي يدل على ان الاية نزلت فى غزوة حمراء الأسد و يدل عليه قوله تعالى إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ و

قال البيضاوي نزلت فى بدر الصغرى و لا دليل عليه و لم يذكر اصحاب السير نزول هذه الاية فى أحد الغزوتين و لا يدل عليه سياق الكلام بل ذكروا فيه نزول الَّذِينَ اسْتَجابُوا للّه وَ الرَّسُولِ الاية اية ال عمران و اللّه اعلم، روى الترمذي و الحاكم و غيرهما عن قتادة بن النعمان قال كان اهل بيت يقال لهم بنوا أبيرق بشر و بشير و مبشر و كان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم ينحله «١» بعض العرب يقول قال فلان كذا و كانوا اهل بيت حاجة و فاقة فى الجاهلية و الإسلام و كان الناس انما طعامهم بالمدينة التمر و الشعير فابتاع عمّى رفاعة بن زيد حملا من الدرر «٢» مك فجعله فى مشربة «٣» له فيها سلاح و درع و سيف فعدى «٤» عليه من تحت فنقبت المشربة و أخذ الطعام و السّلاح فلما أصبح أتاني عمّى رفاعة فقال يا ابن أخي انه قد عدى علينا فى فى ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا و ذهب بطعامنا و سلاحنا فتجسسنا فى الدار و سالنا فقيل لنا راينا بنى أبيرق استوقد وافى هذه الليلة و لا نرى فيما نرى الأعلى بعض طعامكم فقال بنوا أبيرق و نحن نسئل فى الدار و اللّه ما نرى صاحبكم الّا لبيد بن سهيل رجل منا له صلاح و اسلام فلما سمع لبيد اخترط سيفه و قال انا

(١) اى ينسبه إليهم من النخلة بمعنى النسبة بالباطل نهاية.

(٢) الدقيق الحرارى نهاية منه رح.

(٣) بالضم و الفتح الغرفة نهاية منه رح.

(٤) اى سرق ماله و ظلم نهاية منه رح.

اسرق فو اللّه ليخالطنكم هذا السيف او لتبيننّ هذه السرقة قالوا إليك عنا ايها الرجل فما أنت بصاحبها فسالنا فى الدار حتى لم نشك انهم أصحابها فقال لى عمّى يا ابن أخي لو أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكرت ذلك له فاتيته فقلت اهل بيت منا اهل جفاء عمدوا الى عمّى فنقبوا مشربة له و أخذوا سلاحه و طعامه فليردوا علينا سلاحنا فامّا الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سانظر فى ذلك فلما سمع بنوا أبيرق أتوا «١» رجلا منهم يقال له أسير بن عروة فكلموه فى ذلك فاجتمع فى ذلك أناس من اهل الدار فقالوا يا رسول اللّه ان قتادة بن النعمان و عمه عمدا الى اهل بيت نا اهل اسلام و صلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة و لا يثبت قال قتادة فاتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال عمدت الى اهل بيت ذكر منهم اسلام و صلاح ترميهم بالسرقة فلم نلبث ان نزل القران.

(١) فى الأصل و أتوا-.

﴿ ١٠٤