١١٩ وَ لَأُضِلَّنَّهُمْ عن الحق بإلقاء الوسوسة فى قلوبهم و تزيين الشهوات عندهم فنسبة الإضلال اليه انما هو بالمجاز عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأتى الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربّك فاذا بلغه فليستعذ باللّه و لينته متفق عليه وَ لَأُمَنِّيَنَّهُمْ الأماني الباطلة ان لا بعث و لا عذاب و طول الحيوة و ادراك الاخرة مع ارتكاب المعاصي عن انس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان الشيطان يجرى من الإنسان مجرى الدم متفق عليه و عن ابن مسعود قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان للشيطان لمّة بابن آدم و للملك لمة فاما لمة الشيطان فايعاد بالشر و تكذيب بالحق و امّا لمة الملك فايعاد بالخير و تصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم انه من اللّه فليحمد اللّه و من وجد الاخرى فليستعذ باللّه من الشيطان الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَ يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ رواه الترمذي و قال حديث غريب وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ البتك القطع و الشق و التبتيك للتكثير و التكرير اى ليقطعن و يشققن آذانَ الْأَنْعامِ و هى عبارة عما كانت تفعل بالبحائر قال قتادة و السدى كانوا يبتكون آذانها لطواغيتهم قال فى القاموس البحر الشق و شق الاذن و منه البحيرة كانوا إذا أنتجت الناقة عشرة ابطن بحروها اى شقوا اذنها و تركوها ترعى و حرموا لحمها إذا ماتت على نسائهم و أكلها الرجال و فيه اشارة الى تحريم كل ما أحل اللّه و تنقيص كل ما خلق كاملا بالفعل او بالقوة وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه عن وجهه صورة «١» او صفة «٢» و يندرج فيه فقوعين الحامى و خصاء العبيد و الوشيم «٣» و الوشير «٤» و المثلة و اللواطة و السحق و عبادة الشمس و القمر و الحجارة لانها ما وضعت لها و استعمال الجوارح و القوى فيما لا يعود على النفس كمالا و تغيير فطرة اللّه التي هى الإسلام، عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما من مولود الا يولد على الفطرة فابواه يهود انه و ينصرانه و يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء «٥» هل تحسون فيها من جدعاء «٦» ثم يقول فِطْرَتَ اللّه (١) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعن اللّه الواشمات و المتوشمات و المتنمصات و المتفلحات للحسن المغيرات خلق اللّه رواه احمد و الشيخان عن ابن مسعود و روى احمد و الشيخان عن ابن عمر عنه صلى اللّه عليه و سلم لعن اللّه الواصلة و المستوصلة و الواشمة و المستوشمة و روى احمد عن عائشة قالت كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلعن القاشرة و المقشورة و الواشمة و المستوشمة و الواصلة و المستوصلة منه رحمه اللّه. (٢) عن ابن عمر ان عمر بن الخطاب كان ينهى عن اختصاء البهائم و يقول هل النماء الا فى الذكور و امّا خصاء البهائم فلا يأس به عند ابى حنيفة كذا فى الهداية كذا روى عبد الرزاق و عبد بن حميد عن الحسن و روى ابن ابى شيبة و ابن المنذر عن محمد بن سيرين و الحسن لكن روى ابن ابى شيبة و البيهقي و ابن المنذر ان عمر بن الخطاب كان ينهى عن خصاء البهائم و روى ابن المنذر و البيهقي عن ابن عباس قال نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن صبر الروح و اخصاء البهائم و اخرج ابن ابى شيبة و البيهقي عن ابن عمر قال نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن خصاء الخيل و البهائم و روى ابن ابى شيبة و غيره عن ابن عباس انه قال فيه نزلت وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه و روى ابن جرير و ابن المنذر و ابن ابى حاتم عن ابن عباس و لامرنهم ليغيرن خلق اللّه قال دين اللّه منه رحمه اللّه. (٣) الوشم غرز الابرة فى البدن و ذر النيلج عليه منه رح. (٤) الوشر تحديد المرأة أسنانها و ترقيقها منه رح. (٥) جمعاء اى سليمة من العيوب مجتمعة الأعضاء كاملتها نهاية. (٦) جدعاء اى مقطوعة الأطراف او أحدها و الجدع قطع الانف او الاذن او الشفة نهاية منه رح. الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّه متفق عليه يعنى لا تبدلوا خلق اللّه و جاز ان تكون هذه الجمل الخمس حكاية عمّا يأتيه الشيطان فعلا فحينئذ لا يختص هذا القول بإبليس، برهن اللّه سبحانه على ان الشرك ضلال غاية الضلال بان ما تشركون به تعالى جمادات لا تضر و لا تنفع بل هى اسماء سميتموها بأسماء الإناث لا حقيقة لها و بان الإشراك طاعة للشيطان المريد المنهمك فى الشر و الضلال لا يعلق بشى ء من الخير و الهدى و بانه ملعون لضلالته فلا يستجلب مطاوعته الا اللعن و الضلال و بانه فى غاية العداوة للانسان و السعى فى إهلاكهم فموالات من هذا شأنه بعيد عن العقل ضلال غايته فضلا عن عبادته ثم حكم بما هو كالنتيجة لما سبق من البرهان فقال وَ مَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا ربّا يطيعه مِنْ دُونِ اللّه بايثاره ما يدعوه اليه على ما امر اللّه تعالى فيه اشارة الى ان عبادة اللّه بالاشراك غير مقبول عند اللّه تعالى بل هو عبادة لغير اللّه فقط و لا يجتمع عبادة اللّه مع عبادة غيره عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال اللّه تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معى غيرى تركته و شركه و فى رواية فانا منه برئ و هو للذى عمله رواه مسلم فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً (١١٩) حيث ضيع رأس ماله و اشترى النار بالجنة. |
﴿ ١١٩ ﴾