١٣٥ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ بالغين فى بذل الجهد فى اقامة العدل مواظبين على القيام به فالواجب على القاضي التسوية بين الخصمين فى الجلوس و الإقبال عن أم سلمة قالت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا ابتلى أحدكم بالقضاء فليساو بينهم فى المجلس و الاشارة و النظر و لا يرفع صوته على أحد الخصمين اكثر من الاخر رواه إسحاق ابن راهويه فى مسنده و الدارقطني نحوه شُهَداءَ خبر بعد خبر او حال للّه تقيمون شهاداتكم خالصا لوجه اللّه وَ لَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ اى و لو كانت الشهادة على نفسه و هو الإقرار على نفسه أَوِ الْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ يعنى و لو كانت الشهادة على والديكم و أقربيكم فلا تكتموها و قولوا الحق و لا تحابوا غنيا لغناه و لا ترحموا فقيرا لفقره كذا اخرج البيهقي و غيره عن ابن عباس إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فلا تمتنعوا عن الشهادة و لا تجوروا فيها ميلا او ترحما فَاللّه أَوْلى بِهِما منكم فلو لم يكن الشهادة عليهما او لهما صلاحا لما شرعت أقيمت علة الجواب مقامه و كان حقه اولى به لان المذكور أحد الامرين من الغنى و الفقير بكلمة او لكن ثنى الضمير نظرا الى ان المرجع ما دل عليه المذكور و هو جنس الغنى و الفقير و الوجه للعدول عن الظاهر تعميم الاولوية و دفع توهم الاختصاص بأحدهما كذا ذكر التفتازانيّ و يرد عليه ان الواحد غير متعين فلا توهم قال الرضى الضمير الراجع الى المذكور الذي عطف بعضه على بعض يجوز فيه ان يوحد الضمير و ان يطابق المتعدد و ذلك يدور على القصد قلت جاز ان يكون مرجع الضمير المشهود له و المشهود عليه الذين دل عليهما الكلام يعنى مشروعية الشهادة مصلحة لكليهما للمشهود له مصلحة عاجلة و للمشهور عليه مصلحة اجلة كى تفرغ ذمته عن حقوق الناس و جاز ان يكون معنى الاية كونوا شهداء للّه تشهدون بوحدانيته و صفات كماله و حقيّة كتبه و رسله و أحكامه و لو كانت الشهادة مضرة على أنفسكم او والديكم و أقاربكم بان تقتلوا و يسلب أموالكم ان يكن الشاهد غنيا يضر تلك الشهادة غناه او فقيرا يسدّ شهادته دفع حاجته فاللّه اولى بهما من أنفسهما فينبغى ان يرجحا اللّه على أنفسهما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا اى لان تعدلوا عن الحق او كراهة ان تعدلوا عن العدل او المعنى لا تتبعوا الهوى لتكونوا عادلين وَ إِنْ تَلْوُوا قرا ابن عامر و حمزة و ان تلوا بضم اللام و اسكان الواو يعنى تلوا القيام بأداء الشهادة من الولاية و قيل أصله تلووا كما قرا الجمهور حذفت أحد الواوين تخفيفا و ألقيت حركتها على اللام يعنى ان تحرفوا الشهادة و تلووا السنتكم عن شهادة الحق و قيل معناه تدافعوا فى أداء الشهادة الى غيركم، و قيل هذا خطاب مع الحكام من لهم الأشداق اى ان تميلوا الى أحد الخصمين أَوْ تُعْرِضُوا عن شهادة الحق و حكومة العدل فَإِنَّ اللّه كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (١٣٥) فيجازيكم عليه. |
﴿ ١٣٥ ﴾