|
٦٠ قُلْ يا محمد لمعشر اليهود هَلْ أُنَبِّئُكُمْ أخبركم بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ المتقوم المكروه عندكم مَثُوبَةً جزاء و هى مختصة بالخير كالعقوبة بالشر وضعت هاهنا موضع العقوبة استهزاء بهم كقوله تعالى بشّرهم بعذاب اليم و المثوبة منصوب على التميز عن بشر قال البغوي لما كان قول اليهود لم نر اهل دين اقل خطا فى الدنيا و الاخرة و لا دينا شرا من دينكم فذكر الجواب بلفظ الابتداء و ان لم يكن الابتداء شراكما فى قوله تعالى أ أنبئكم بشر من ذلكم النار عِنْدَ اللّه متعلق بشر مَنْ لَعَنَهُ اللّه بدل من شر على حذف المضاف هاهنا او فيما قبل تقديره بشر من ذلك دين من لعنه اللّه او بشر من اهل ذلك من لعنه اللّه او خبر مبتدأ محذوف على حذف مضاف ايضا تقديره هو دين من لعنة اللّه وَ غَضِبَ عَلَيْهِ وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ فالقردة اصحاب السبت و الخنازير كفار مائدة عيسى عليه السلام و روى عن على بن ابى طلحة عن ابن عباس ان المسخين كلاهما فى اصحاب السبت فشبّانهم مسخوا قردة و مشايخهم مسخوا خنازير وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ قرأ حمزة عبد بضم الباء و الطاغوت بكسر التاء على الاضافة عطفا على القردة و عبد بضم الباء قيل مفرد كعبد بسكون الباء و هما لغتان كسبع و سبع و قيل هو اسم موضوع للمبالغة كحذر و فطن للبليغ فى الحذر و الفطانة و قيل هو جمع عبد ذكره فى القاموس من صيغ الجمع كندس و قيل أصله عبدة فحذف التاء للاضافة تحرزا عن اجتماع الزيادتين من التاء و الاضافة مثل أخلفوك عد الأمر الذي وعدوا اى عدة الأمر و قرا الباقون بفتح الباء على الماضي و نصب الطاغوت عطفا على صلة من و المراد بالطاغوت اما العجل استعير له من الشيطان بجامع المعبودية الباطلة او المراد الشيطان فان عبادتهم العجل كان بتزيين الشيطان و قيل المراد به الكهنة و كل من أطاعوه فى معصية اللّه أُولئِكَ ملعونون شَرٌّ مَكاناً من كل شرير جعل مكانهم شرا ليكون ابلغ فى الدلالة على شرارتهم وَ أَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ من كل ضال عن السبيل السوي و نزلت فى المنافقين قوله تعالى. |
﴿ ٦٠ ﴾