٨٣ وَ إِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ و روى الطبراني عن ابن عباس نحوه ابسط منه قلت و نزول الاية فى النجاشي او فى الذين وفدهم لا يقتضى اختصاصهم بهذا الحكم فان العبرة لعموم اللفظ لا لخصوص المورد قوله و إذا سمعوا عطف على لا يستكبرون و هو بيان لرقة قلوبهم و شدة خشيتهم و مسارعتهم الى قبول الحق و عدم تابيهم عنه و الفيض هو انصباب عن امتلاء فوضع موضع الامتلاء للمبالغة او جعلت أعينهم من فرط البكاء كانها تفيض بانفسها و تفيض فى موضع النصب على الحال .... لان الروية بمعنى الابصار و قيل من للابتداء و الظاهر انها للتعليل اى من أجل الدمع مِمَّا عَرَفُوا من للابتداء او للتعليل اى من أجل المعرفة و ما موصولة يعنى من الذي عرفوه كائنا مِنَ الْحَقِّ من اما للبيان او للتبعيض يعنى انهم عرفوا بعض الحق فابكاهم فكيف إذا عرفوه كله قال ابن عباس فى رواية عطاء به يريد بالسامعين النجاشي و أصحابه قرا عليهم جعفر بالحبشة كهيعص فما زالوا يبكون حتى فرغ جعفر من القراءة يَقُولُونَ حال من الضمير الفاعل فى عرفوا رَبَّنا آمَنَّا بمحمد صلى اللّه عليه و سلم و بما انزل عليه منك و المراد إنشاء الايمان و الدخول فيه و انما قالوا ربنا ليكونوا مومنين فيما بينهم و بين اللّه لا كالمنافقين فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ يعنى مع امة محمد صلى اللّه عليه و سلم الذين يشهدون للرسل على سائر الأمم قالوا ذلك لانهم وجدوا ذكر امة فى الإنجيل كذلك او المعنى مع الشاهدين بنبوته و بان القران حق من عند اللّه تعالى و الشهادة ما يكون عن صميم القلب و لذلك قال اللّه تعالى فى المنافقين و اللّه يشهد ان المنافقين لكاذبون ففيه تنزيه لانفسهم عن النفاق ثم أظهروا الحجة على ان ايمانهم ايمان الشهداء لا المنافقين بقولهم. |
﴿ ٨٣ ﴾