سُورَةُ الْأَنْعَامِ مَكِّيَّةٌوَهِيَ مِائَةٌ وَخَمْسٌ وَ سِتُّونَ آيَةًمكيّة و هى مائة و خمس او ست و ستون اية و عشرون ركوعا بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ _________________________________ ١ الْحَمْدُ للّه تعليم للعباد بالتحميد فى ضمن الاخبار بثبوت جميع المحامد له تعالى و التعريض بانه سبحانه مستغن عن تحميد العباد فله الحمد و ان لم يحمد الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ يعنى قدرهما و أوجدهما من غير مثال سبق و فى التوصيف به تنبيه على ظهور ثبوت الحمد للّه تعالى من غير احتياج الى الاستدلال خص اللّه سبحانه السموات و الأرض بالذكر لانهما أعظم المخلوقات فيما يرى العباد و فيهما العبر و المنافع للناس و لان خلق غيرهما و حدوثهما مما يراه الناس من الحوادث اليومية ظاهر و من ثم زعم بعض الجهلة قدمهما بالزمان و ذكر السموات بلفظ الجمع دون الأرض و هى مثلهن اشعارا باختلاف ماهيات السموات و أشكالها دون الأرضين قال كعب الأحبار هذه الاية اوّل اية فى التورية و اخر اية فى التورية قل الحمد للّه الذي لم يتخذ ولدا الاية قال ابن عباس فتح اللّه الخلق بالحمد فقال الحمد للّه الذي خلق السموات و الأرض و ختمهم بالحمد فقال و قضى بينهم بالحق و قيل الحمد للّه رب العلمين وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ فى القاموس الجعل بمعنى الخلق و قال البيضاوي الفرق بينهما ان الخلق بمعنى التقدير و الجعل فيه معنى التضمين اى جعل الشي ء فى ضمن الشي ء اى تحصيل منه او تصير إياه او ينقل منه اليه بالجملة فيه اعتبار الشيئين و ارتباط بينهما و لذلك عبر عن احداث النور و الظلمة بالجعل تنبيها على انهما لا يقومان بانفسهما كما زعمت الثنوية قلت و لاجل عدم قيامهما بانفسهما أسند الجعل الى الظلمة مع كونها عدميا و العدم لا يتعلق به الجعل نظرا الى كونها منتزعا من محل مخلوق و جمع الظلمات لكثرة اجرام حاملة لها بالنسبة الى الاجرام النورانية فالنور بالنسبة الى الظلمة كل واحد بالنسبة الى المتعدد و قال الحسن جعل الظلمات و النور يعنى الكفر و الايمان فعلى هذا أورد الظلمات بلفظ الجمع دون النور لتعدد طرق الكفر و اتحاد طريقة الايمان عن ابن مسعود رض قال خط لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خطا ثم قال هذا سبيل اللّه ثم خط خطوطا عن يمينه و عن شماله و قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعوا اليه ثم قرا ان هذا صراطى مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله رواه احمد و النسائي و الدارمي و قدم الظلمات فى الذكر لتقدمها فى الوجود عن عبد اللّه ابن عمرو بن العاص عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال ان اللّه خلق الخلق فى ظلمة فالقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى و من أخطأه ضل فلذلك أقول جف القلم على علم اللّه رواه احمد و الترمذي ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ عطف على قوله الحمد للّه يعنى انه تعالى حقيق بالحمد على ما خلقه نعمة على العباد ثم الذين كفروا به يعدلون فيكفرون نعمته او على قوله خلق يعنى انه خلق ما لا يقدر عليه أحد غيره ثم هم يعدلون به ما لا يقدر على شى ء أصلا و معنى ثم استبعاد عدولهم بعد هذا البيان و الباء فى بربهم متعلق بكفروا و صلة يعدلون محذوف ليقع الإنكار على الفعل يعنى يعدلون عنه و على الثاني متعلق بيعدلون يعنى ان الكفار يعدلون اى يسوون بربهم الأوثان و قال النضر بن شميل الباء بمعنى عن اى عن ربهم يعدلون اى يميلون و ينحرفون الى غيره من العدول. |
﴿ ١ ﴾