|
١٩ قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ الشي ء يقع على كل موجود و قد مر الكلام فيه فى سورة البقرة و المعنى اى شاهد أَكْبَرُ اى أعظم شَهادَةً اى شى ء مبتدأ و اكبر خبره و شهادة تميز عن النسبة يعنى شهادة اى شاهد اكبر فان أجابوك و الا قُلْ أنت اللّه اكبر شهادة حذف الخبر لقرينة السؤال و تم الكلام و قوله شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ خبر مبتدأ محذوف يعنى هو شهيد بينى و بينكم و جاز ان يكون اللّه شهيد هو الجواب لانه تعالى إذا كان شهيدا كان اكبر شى ء شهادة و جاز ان يكون تاويل الاية انه اى مشهود اكبر شهادة يعنى مشهودية رسالتى او عدمها و الجواب اللّه شهيد على رسالتى و معلوم انه ما كان اللّه عليه شهيدا فهو اكبر شهادة و حينئذ لا حاجة الى تكلف و شهادة اللّه تعالى على الرسالة اظهار المعجزات الدالة على صدقه صلى اللّه عليه و سلم و لما كان أعظم المعجزات القران بين الشهادة بقوله وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ المعجز المخبر بأخبار المبدأ و المعاد على ما نطق به الكتب السابقة لِأُنْذِرَكُمْ أخوفكم من عذاب اللّه ان لم تؤمنوا بِهِ اى بالقران اكتفى بالإنذار عن ذكر البشارة لدلالة الحال و المقال و لمزيد الاهتمام بالإنذار فان دفع المضرة اولى من جلب المنفعة وَ مَنْ بَلَغَ منصوب بالعطف على ضمير المخاطبين يعنى لانذركم يا اهل مكة و من بلغه القران من الموجودين فى ذلك الزمان و بعد ذلك الزمان الى يوم القيامة من الجن و الانس عن عبد اللّه بن عمر و قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بلغوا عنى و لو اية و حدثوا عن بنى إسرائيل و لا حرج و من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار متفق عليه و المراد ببني إسرائيل فى هذا الحديث المؤمنين الصادقين منهم إذ لا وثوق برواية الكفرة الكذابين بدليل حديث سمرة بن جندب و المغيرة ابن شعبة قالا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من حدث عنى بحديث يرى انه كذب فهو أحد الكاذبين رواه مسلم و عن ابن مسعود ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال نضر اللّه عبد اسمع مقالتى فحفظها و وعاها و أداها فرب حامل فقه الى من هو افقه منه ثلث لا يغل عليهن قلب مسلم اخلاص العمل للّه تعالى و نصيحة المسلمين و لزوم جماعتهم فان دعوتهم تحيط من ورائهم رواه الشافعي و البيهقي فى المدخل و رواه احمد و الترمذي و ابو داؤد و ابن ماجة و الدارمي عن زيد بن ثابت الا ان الترمذي و أبا داؤد لم يذكرا ثلاث لا يغل إلخ قال محمد بن كعب القرظي من بلغه القران فكانما رأى محمدا صلى اللّه عليه و سلم و سمع منه أَ إِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ يا اهل مكة أَنَّ مَعَ اللّه آلِهَةً أُخْرى تقرير لهم مع انكار و استبعاد و تعجب حيث يشهدون على امر ظاهر بطلانه بالادلة القطعية النقلية و العقلية على التوحيد هذه الاية تدل على ان اهل مكة طلبوا من النبي صلى اللّه عليه و سلم شاهدا على التوحيد و معنى الاية ان اللّه يشهد على التوحيد بنصب الادلة عليه و إنزال القران المعجز و هو اكبر شهادة ا أنتم تشهدون على خلافه قلت لعلهم طلبوا شاهدا على التوحيد و الرسالة جميعا و اقتصر الكلبي فى ذكر شان النزول على طلب الشهادة على الرسالة فان الشهادة على الرسالة يستلزم الشهادة على التوحيد من غير عكس قُلْ لا أَشْهَدُ بما تشهدون قُلْ إِنَّما هُوَ اى اللّه إِلهٌ واحِدٌ متوحد فى استحقاق العبودية و وجوب الوجود و التخليق و الترزيق و غير ذلك من صفات الكمال لا شريك له فى شى ء منها منزه عن أنحاء التركيب و التعدد و ما يستلزمه أحدهما من الجسمية و التحيز و المشاركة لشئ من الأشياء فى صفة من صفات الكمال فلا يرد ما يقال ان الحمل غير مفيد فان اللّه جزئى حقيقى و الجزئى الحقيقي لا يحتمل التعدد هذا على تقدير كون ما كافة و ضمير هو راجعا الى اللّه تعالى و جاز ان يكون ما موصولة مبتدأ و ضمير هو راجعا الى الموصولة و جملة هو اله صلة و واحد خبر للموصول مع الصلة فلا إشكال يعنى ما هو اله مستحق للعبادة لاجل كونه واجبا وجوده و صفات كماله مقتضيا لوجود من عداه و توابعه واحد لا شريك له و المعنى لا اشهد ما تشهدون بل على التوحيد وَ إِنَّنِي بَرِي ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ باللّه تعالى إياه فى استحقاق العبادة من الأصنام او من اشراككم. |
﴿ ١٩ ﴾