٢٠

الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ يعنى محمدا صلى اللّه عليه و سلم موصوفا بالرسالة من اللّه تعالى لتطابق حليته و أخلاقه و أوصافه بما نعت فى التورية و الإنجيل كَما يَعْرِفُونَ اى معرفة كمعرفة أَبْناءَهُمُ من بين الصبيان بحلاهم الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ من اهل الكتاب بكتمان نعته صلى اللّه عليه و سلم حيث قدر اللّه تعالى عليهم بالخسران فى علمه القديم فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ بالنبي صلى اللّه عليه و سلم و يجحدون بنبوته بعد ما استيقنت به أنفسهم ظلما و علوا و تعنتا و عنادا هذه الاية جواب لقولهم لقد سالنا عنك اليهود و النصارى فزعموا انه ليس لك عندهم ذكر يعنى انهم كذبوا و خسروا أنفسهم حيث بدلوا منازلهم من الجنة ان أمنوا بمنازلهم من النار اخرج ابن ماجة و البيهقي بسند صحيح عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما منكم من أحد الا له منزلان منزل فى الجنة و منزل فى النار فاذا مات فدخل النار ورث اهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى أولئك هم الوارثون

قال البغوي إذا كان يوم القيامة جعل اللّه للمؤمنين منازل اهل النار فى الجنة و لاهل النار منازل اهل الجنة فى النار و ذلك الخسران قلت كان مقتضى سياق الكلام الذين لا يؤمنون خسروا أنفسهم قلب الحمل مبالغة.

﴿ ٢٠