٢١

وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللّه كَذِباً يعنى ادعى الرسالة كاذبا و قال اوحى الى و لم يوح اليه شى ء أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ المنزلة فى القران و المعجزات الدالة على التوحيد و صدق الرسول يعنى لا أحد اظلم منه فهذه الاية بهذا التأويل لتنزيه النبي صلى اللّه عليه و سلم عن الكذب و تنبيه الكافرين على كونهم اظلم الناس و جاز ان يكون المعنى من اظلم ممن افترى على اللّه كذبا و قال فيه ما لا يليق به من نسبة الولد او الشريك و قال للحجارة هؤلاء شفعاءنا عند اللّه او كذب باياته و كان المناسب على هذا التأويل العطف بالواو مكان او لانهم قد جمعوا بين الامرين لكن ذكر كلمة او تنبيها على ان كل واحد من الامرين بالغ غاية الافراط فى الظلم فكيف إذا اجتمعا و جاز ان يكون فى كلمة او اشعارا بكون الامرين متناقضين مع كونهما قبيحا و مع ذلك جمع الكفار بين الامرين المتناقضين لفرط حماقتهم وجه التناقض ان الافتراء على اللّه و دعوى انه تعالى حرم كذا و أحل كذا و اتخذ صاحبة و ولدا و يقبل شفاعة الأصنام مثل دعوى الرسالة يزعمون وجوب قبوله بلا دليل و تكذيبهم الآيات و المعجزات و قولهم الرسول لا يكون بشرا بل لا بد ان يكون ملكا يشعر وجوب عدم قبول دعوى الرسالة مع قيام الادلة القاطعة إِنَّهُ اى الشان لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ فضلا عمن هو اظلم الناس لا أحد اظلم منه «١».

(١) شعر.

﴿ ٢١