|
١٣٠ مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ اختلفوا فى ان الجن هل أرسل إليهم منهم فسئل الضحاك عنه فقال بلى الم تسمع اللّه يقول الم يأتكم رسل منكم يعنى رسلا من الانس و رسلا من الجن قال الكلبي كانت الرسل قبل ان يبعث محمد صلى اللّه عليه و سلم يبعثون الى الجن و الى الانس جميعا يعنى الى بعض من كل من الفريقين فانه لم يبعث الى كافتهم الا خاتم الرسل عليه السلام و قال مجاهد الرسل من الانس و النذر من الجن ثم قرا و لوا الى قومهم منذرين و المراد بالنذر رسل الرسل و هم قوم من الجن يستمعون كلام الرسل فيبلغون الجن ما سمعوا و ليس للجن رسل فعلى هذا قوله تعالى رسل منكم ينصرف الى أحد الصنفين و هم الانس كما قال اللّه تعالى يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان و انما يخرج من الملح دون العذب و قال و جعل القمر فيهن و انما هو فى سماء واحدة قلت الاية تدل على كون الفريقين مرسلين إليهم سواء كان الرسل من كل صنف او من الانس فقط لكن لا مانع من كون بعض الرسل الى الجن منهم قبل مبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم كيف و قوله تعالى لو كان فى الأرض ملئكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا يقتضى كون الرسل الى الجن منهم لكمال المناسبة بين الرسول و من أرسل اليه كيف و خلقة الجن كان اسبق من آدم عليه السلام و كانوا مكلفين لكونهم من ذوى العقول و لقوله تعالى لا ملئن جهنم من الجنة و الناس فلو لم يرسل إليهم حينئذ أحد لم يعذبوا لقوله تعالى و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فهذه الاية تدل على انه كان قبل آدم عليه السلام من الجن رسلا إليهم و من هاهنا يظهر ان ما يدعوا اهل الهند من البرازخ و يسمونهم أوتارا و يذكرون فى تواريخهم ألوف و مائة ألوف من السنين لعلهم كانوا من الجن برازخ مبعوثين الى الجن و لعل لاهل الهند دين منزل من اللّه تعالى على الجن استفاد منهم الانس قيل لاجل كونهم مولودين من بطن الجنية منسوخ بشرائع منزلة بعد ذلك فان اصول دينهم يوافق الكتاب و السنة غالبا و ما يخالف منه فهو من عمل الشيطان مردود و اللّه اعلم قُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي يقرؤن كتبى يُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا يعنى يوم القيامةالُوا جواباهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا بتبليغ الرسل إلينا و بالكفر قال مقاتل و ذلك حين شهدت عليهم جوارحهم بالشرك و الكفر غَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا حتى لم يؤمنوا شَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ ذم لهم على سوء اختيارهم فى الدنيا حتى اضطروا الى الاعتراف باستيجاب العذاب |
﴿ ١٣٠ ﴾