|
١٣٥ قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ قرأ ابو بكر عن عاصم على مكاناتكم و على مكاناتهم حيث وقع على الجمع و الباقون على الافراد و المكانة اما مصدر من مكن مكانة إذا تمكن و تسلط على شى ء يعنى اعملوا على غاية تمكنكم و استطاعتكم او هو اسم ظرف بمعنى المكان استعير هاهنا للحال يقال للرجل إذا امر ان يثبت على حاله على مكانتك يا فلان اى اثبت على ما أنت عليه من الحال و على التقديرين امر للتهديد و الوعيد و المعنى اثبتوا على كفركم و عداوتكم إِنِّي عامِلٌ على مكانتى التي انا عليها من المصابرة و الثبات على الإسلام و على ما أمرني به ربى فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ قرأ حمزة و الكسائي يكون بالياء هاهنا و فى القصص لان تأنيث العاقبة غير حقيقى و الباقون بالتاء لتانيث الفاعل و من اما موصولة فى محل النصب على انه مفعول يعلمون يعنى فسوف يعرفون الذين يكون له العاقبة الحسنى فى الدار الاخرى او استفهامية فى محل الرفع على الابتداء و فعل العلم معلق عنه يعنى يعلمون أينا يكون له العاقبة الحسنى فى الدار الاخرى إنذار مع الانصاف فى المقال و حسن الأدب و فيه تعريض على انى على علم و يقين بان العاقبة للمتقين إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ الواضعون العبادة و الطاعة فى غير محلها قال البغوي كان المشركون يجعلون للّه تعالى من حروثهم و أنعامهم و ثمارهم و سائر أموالهم نصيبا و للاوثان نصيبا فما جعلوه للّه صرفوه الى الضيفان و المساكين و ما جعلوه للاوثان أنفقوا على خدمها فان سقط شى ء مما جعلو اللّه فى نصيب الأوثان تركوه و قالوا ان اللّه لغنى عن هذا و ان سقط شى ء من نصيب الأصنام فيما جعلوه للّه ردوه الى الأوثان و قالوا انها محتاجة و كان إذا هلك او انتقص شى ء مما جعلوه للّه لم يبالونه و إذا هلك او انتقص شى ء مما جعلوه للاصنام جبروه بما جعلوه للّه و ذلك قوله تعالى |
﴿ ١٣٥ ﴾