١٤٩

قُلْ يا محمّد فَللّه الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ التامة عليكم باوامره و نواهيه و لا حجة لكم بمشيته فان مشيته لا يلازم رضاه يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد على مقتضى حكمته لا يسئل عما يفعل و هم يسئلون احتج المعتزلة بهذه الاية على ان الكفر ليس بمشية اللّه تعالى و إرادته و الا لما عابهم اللّه تعالى على قولهم لو شاء اللّه ما أشركنا و لما كذبهم اللّه فى هذا القول و بما ذكرنا لك من التفسير ظهر بطلان احتجاجهم بها و ان اللّه تعالى لم يكذبهم فى هذا القول بل قولهم هذا يوافق قوله تعالى فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ و لم يقل اللّه تعالى انكم كاذبون فى هذا القول بل عابهم على تكذيبهم الرسل فى ان اللّه تعالى ليس براض بالكفرناه عنه و لم يحرم ما يقولونه حراما و عابهم على زعمهم ان تحريمنا البحائر و أشباهها لما كان بمشية اللّه فهو راض عن ذلك التحريم و ان اللّه حرم هذه الأشياء حيث قال اللّه تعالى

﴿ ١٤٩