|
١٥٣ وَ أَنَّ هذا قرا حمزة و الكسائي بكسر الهمزة على الاستيناف و الباقون بفتح الهمزة لكن قرا ابن عامر و يعقوب بإسكان النون على انها محففة من المثقلة و اسمه ضمير الشان محذوف و الباقون بالتشديد قال الفراء تقديره و اتل عليكم ان هذا صِراطِي قرأ ابن عامر بفتح الياء و الباقون بإسكانها مُسْتَقِيماً حال من الصراط و العامل معنى الاشارة يعنى ان هذا الذي ذكر فى جمع السورة من التوحيد و النبوة و الشرائع طريقى و دينى قلت و جاز ان يكون ان فى محل الجر عطفا على الضمير المجرور فى وصيكم به يعنى و وصيكم بان و قال البيضاوي بتقدير اللام على انه علة لقوله تعالى فَاتَّبِعُوهُ و قيل المشار اليه بهذا ما فى هذه الآيات قال البغوي هذه الآيات محكمات لم ينسخهن شى ء و هن محرمات فى جميع الشرائع على بنى آدم كلهم و هن أم الكتاب من عمل بهن دخل الجنة و من تركهن دخل النار وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ اى الطرق المختلفة على حسب الأهواء فان مقتضى الشرع اتباع الكتاب و السنة فيما أدركه العقل و فيما لم يدركه و مقتضى اتباع الآراء الفاسدة انه ان وافقها الكتاب و السنة قبلوهما و ان خالفها اوّلوا الكتاب و اتبعوا الأهواء و هذا منشأ اختلاف الشيع فصارت روافض و خوارج و مجسمة و جبرية و قدرية و غيرهم و قد ذكرنا هذه المسألة فى سورة البقرة فى تفسير قوله تعالى كلما أضاء لهم مشوا فيه و إذا اظلم عليهم قاموا فَتَفَرَّقَ تلك السبل بِكُمْ و يزيلكم عَنْ سَبِيلِهِ الذي هو اتباع الوحى ذلِكُمْ الاتباع وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الضلال و التفرق عن الحق عن عبد اللّه بن مسعود قال خط لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خطا ثم قال هذا سبيل اللّه ثم خط خطوطا عن يمينه و عن شماله و قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه و قرا ان هذا صراطى مستقيما فاتبعوه الاية رواه احمد و النسائي و الدارمي و عن عبد اللّه بن عمر و قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يومن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به رواه البغوي فى شرح السنة و قال النووي فى اربعينه هذا حديث صحيح |
﴿ ١٥٣ ﴾