٩

إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ بدل من إذ يعدكم او متعلق بقوله لِيُحِقَّ او على إضمار اذكر يعنى يستجيرون به من عدوكم و تطلبون الغوث فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي اى بانى فحذف الجار و سلط عليه الفعل مُمِدُّكُمْ مرسل إليكم مددا و ردأ لكم بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ روى البيهقي عن ابن عباس و حكيم بن حزام و ابراهيم التيمي حديث دعائه صلى اللّه عليه و سلم و قول ابى بكر نحو ما مر و فيه و خفق «١» رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خفقة و هو في العريش ثم انتبه فقال ابشر يا أبا بكر هذا جبرئيل متعجر بعمامة صفراء آخذ بعنان فرسه بين السماء و الأرض فلما نزل الى الأرض تغيب عنى ساعة ثم طلع على ثناياه النقع يقول أتاك نصر اللّه إذ دعوته و روى ابن إسحاق و ابن المنذر عن حبان بن واسع عن أشياخ قومه نحوه بلفظ هذا جبرئيل «٢» أخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع و روى البخاري و البهيقى عن ابن عباس ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال يوم بدر هذا جبرئيل أخذ برأس فرسه و عليه اداة الحرب مُرْدِفِينَ (٩) قرا نافع و يعقوب بفتح الدال اى أردفهم اللّه تعالى المسلمين و جاء بهم لهم مددا و الباقون بكسر الدال اى متتابعين بعضهم اثر بعض و روى ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس قال في تفسيره يعنى وراء كل ملك ملك و روى عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة قال متتابعين أمدهم اللّه تعالى بألف ثم بثلاثة آلاف ثم أكملهم خمسة آلاف و روى الطبراني عن رفاعة بن رافع و ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه عن ابن عباس قال أمد اللّه نبيه صلى اللّه عليه و سلم و المؤمنين بألف و كان جبرئيل في خمسمائة مجنبة و ميكائيل في خمسمائة مجنبة الحديث و روى ابن ابى حاتم عن الشعبي قال بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان كرز المحاربي يريد ان يمد المشركين فشق ذلك عليهم فانزل اللّه تعالى أ لن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملئكة منزلين بلى ان تصبروا و تتقوا و يأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملئكة مسومين فبلغ كرز الهزيمة فرجع و لم يأتهم فلم يمدهم اللّه بالخمسة الآلاف و كانوا قد امدوا بألف من الملئكة و روى ابو يعلى و الحاكم عن على رضى اللّه عنه قال بينما انا من قليب بدر جاءت ريح شديدة لم ار مثلها قط ثم جاءت ريح شديدة لم ار مثلها قط

(١) حرك راسه و هو تاع ١٢.

(٢) ثنايا راسه و قواعه ١٢-.

الا التي كانت قبلها ثم جاءت ريح شديدة قال و كانت ريح الاولى جبرئيل عليه السلام نزل في الف من الملئكة الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كانت الريح الثانية ميكائيل نزل في الف من الملئكة عن يمين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان ابو بكر عن يمينه فكانت الثالثة اسرافيل نزل في الف من الملئكة عن ميسرة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و انا في الميسرة الحديث و روى احمد و البزار و الحاكم برجال صحيح عن على قال قال لى و لابى بكر يوم بدر قيل لاحدنا معك جبرئيل و قيل للآخر معك ميكائيل و اسرافيل ملك عظيم يشهد القتال و لا يقاتل يكون في الصف و روى ابو يعلى عن جابر قال كنا نصلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة بدر إذ تبسم في صلوته

قلنا يا رسول اللّه رايناك تبسمت قال مربى جبرئيل و على جناحه اثر الغبار و هو راجع عن طلب القوم فضحك الى و تبسمت اليه و روى ابن سعد و ابو الشيخ عن عطية بن قيس قال لما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قتال بدر جاء جبرئيل على فرس أنثى احمر عليه درعه و معه رمحه فقال يا محمد ان اللّه بعثني إليك و أمرني ان لا أفارقك حتى ترضى هل رضيت قال نعم رضيت فانصرف- (فايده) و قد ظهر بعض الملائكة لبعض الرجال في صورة الرجال روى ابراهيم الحرثى عن ابى سفيان بن الحارث قال لقينا ببدر رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء و الأرض و روى البيهقي و ابن عساكر عن سهل بن عمرو رضى اللّه عنه قال لقد رايت يوم بدر رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء و الأرض معلمين يقتلون و يأسرون و روى محمد بن عمرو الأسلمي و ابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف قال رايت يوم بدر رجلين عن يمين النبي صلى اللّه عليه و سلم أحدهما و عن يساره أحدهما يقاتلان أشد القتال ثم ثلثهما ثالث من خلفه ثم ربعهم رابع امامه و روى محمد بن عمرو الأسلمي عن ابراهيم الغفاري عن ابن عم له بينا انا و ابن عم لى على ماء ببدر فلما راينا قلة من مع محمد و كثرة قريش

قلنا إذا التقت الفئتان عمدنا الى عسكر محمد و أصحابه- فانطلقنا نحو المجنبة اليسرى من أصحابه و نحن نقول هؤلاء ربع قريش فينا نحن نمشى في المسيرة إذ جاءت سحابة فغشيتنا فرفعنا أبصارنا إليها فسمعنا أصوات الرجال و السلاح و سمعنا لرجل يقول لفرسه اقدم «١» خيزوم فنزلوا على ميمنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم جاءت اخرى مثل ذلك لكانت

(١) اقدم بضم الدال و الهمزة او فتح الدال و كسر الهمزة او عكسه و رجح النووي الثاني و هو في التقدم على الحرب او الاقدام او الشجاعة و حيزوم فيقول من الحزم و الحيزوم يطلق ايضا على الصدر يجوز ان يكون سمى به لانه صدر خيل الملئكة ١٢.

مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه فاذا هم على الضعف من قريش فمات ابن عمى و اما انا فما سكت و أخبرت النبي صلى اللّه عليه و سلم و أسلمت و كذا روى ابن إسحاق و ابن جرير عن ابن عباس عن رجل من غفار و روى البيهقي عن السائب بن ابى حبيش انه يقول و اللّه ما أسرني أحد من الناس فيقول لما انهزمت قريش انهزمت معها فادركنى رجل ابيض طويل على فرس بين السماء و الأرض فاورثنى رباطا و جاء عبد الرحمن بن عوف فوجدنى مربوطا فنادى في العسكر من ربط هذا فليس يزعم أحد انه أسرني حتى انتهى الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال من أسرك قلت لا أعرفه و كرهت ان أخبره بالذي رايت فقال أسرك ملك من الملائكة و روى احمد و ابن سعد و ابن جرير عن ابن عباس و البهيقى عن على قال كان الذي اسر العباس ابو اليسر و كان رجلا مجموعا و كان العباس رجلا جسيما فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يا أبا اليسر كيف أسرت العباس قال يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ذلك و لا بعده هيئة كذا و كذا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لقد اعانك عليه ملك كريم و روى ابن إسحاق و إسحاق بن راهويه عن ابى أسيد الساعدي انه قال بعد ما عمى لو كنت معكم ببدر الان و معى بصرى لاخبرتكم بالشعب الذي خرجت منه الملئكة لا أشك و لا اتمارى و روى البيهقي عن ابن عباس قال كانت سيما الملئكة يوم بدر عمائم بيض قال أرسلوا في ظهورهم و يوم خيبر عمائم حمر و روى ابن إسحاق عن ابن عباس نحوه و زاد الا جبرئيل فانه كانت عليه عمامة صفراء و روى الطبراني بسند صحيح عن عروة قال نزل جبرئيل يوم بدر على سيما الزبير و هو معتجر بعمامة صفراء و كذا روى ابن ابى شيبة و ابن جرير و ابن مردوية عن عبد اللّه بن الزبير و روى الطبراني و ابن مردوية بسند ضعيف عن ابن عباس مرفوعا في قوله تعالى مسومين قال معلمين و كانت سيما الملئكة يوم بدر عمائم سود و يوم أحد عمائم حمر قال ابن سعد كانت سيما الملئكة يوم بدر عمائم قد ارخوا بين أكتافهم خضر و صفر و حمر من نور و الصوف في نواصى خيلهم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لاصحابه ان الملئكة قد سومت فسوموا فاعلموا بالصوف في مفارقهم و قلانسهم و كانت الملئكة على خيل بلق.

﴿ ٩