سُورَةُ التَّوْبَةِ مَدَنِيَّةٌ

وَهِيَ مِائَةٌ وَتِسْعٌ وَعِشْرُونَ آيَةً

مدنيّة و هى مائة و تسع و عشرون اية او ماية و ثلثون اية عن «١» ابى عطية الهمداني قال كتب عمر بن الخطاب تعلموا سورة براءة و علموا نساءكم سورة النور قلت لان في البراءة الحث على الجهاد و في النور الحث على الحجاب و عن «٢» عثمان بن عفان قال كانت البراءة و الأنفال تدعيان في زمن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم القرينتين فلذلك جمعتهما في السبع الطوال ٥ منه و لها اسماء سميت براءة لانها براءة عن الكافرين و سورة التوبة لان فيها توبة على المؤمنين و المقشقشة أخرجه ابو الشيخ و ابن مردوية عن زيد بن اسلم عن عبد اللّه بن عمر لانها تقشقش اى بترأ من النفاق و المبعثرة أخرجه ابن المنذر عن محمد بن إسحاق لما كشفت عن سرائر الناس و البحوث أخرجه ابن ابى حاتم و الطبراني و الحاكم و صححه عن ابى رشد الحراني عن المقداد بن الأسود و المثيرة أخرجه ابن المنذر و ابو الشيخ و ابن ابى حاتم عن قتادة لانها نبعثر النفاق و بتحت عنها و تثيرها و تظهر عوراتهم و تخفر عنها و المنكلة و المدمدمة و سورة العذاب اخرج ابن ابى شيبة و الطبراني و ابو الشيخ و الحاكم و ابن مردوية عن حذيفة رضى اللّه عنه قال التي تسمونها سورة التوبة هى سورة العذاب و اللّه ما تركت

(١) عن ابى عطية للّهمدانى قال كتب عمر بن الخطاب تعلموا سوره براءة و علموا نسائكم سورة النور قلت لان في البراءة الحث على الجهاد و في النور الحث على الحجاب ١٢ منه.

(٢) و عن عثمان بن عفان قال كانت البراءة و الأنفال تدعيان في زمن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم القرينتين فلذلك جمعتهما في السبع الطوال ١٢ منه-.

أحد الا نالت فيه

و اخرج سورة العذاب ايضا ابو عوانة و ابن المنذر و ابو الشيخ و ابن مردوية عن ابن عباس عن عمرو الفاضحة لكونها فاضحة للمنافقين

قال البغوي قال سعيد بن جبير قلت لابن عباس سورة التوبة قال هى الفاضحة ما زالت تنزل و تنبئهم حتى ظنوا انها لم تبق أحدا منهم الا ذكرها فيها قال قلت سورة الأنفال قال تلك سورة بدر قال قلت سورة الحشر قال قل سورة النضير و في وجه ترك البسملة عنها روى البغوي بسنده و احمد و ابو داود و النسائي و ابن حبان و الحاكم و صححه و الترمذي و حسنه عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال قلت لعثمان رضى اللّه عنه ما حملكم على ان عمدتم الى الأنفال و هى من الثاني و إلى براءة و هى من المئين فقرنتم بينهما و لم تكتبوا سطر بسم اللّه الرحمن الرحيم و وضعتموها في السبع الطوال فقال عثمان رضى اللّه عنه ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان مما يأتي عليه الزمان و هو ينزل عليه السور ذوات العدد فاذا نزل عليه الشي ء يدعوا بعض من كان يكتب عنده فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا و كانت الأنفال مما نزلت بالمدينة و كانت براءة من اخر ما نزلت و في لفظ و كانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة و كانت البراءة من اخر القرآن نزولا و كانت قصتها شبيهة بقصتها و قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يبين لها انها منها فمن ثم فرنت بينهما و لم اكتب سطر بسم اللّه الرحمن الرحيم و وضعتها في السبع الطوال و قيل وجه ترك البسملة انها نزلت لرفع الامان و بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمان كذا اخرج ابو الشيخ و ابن مردوية عن ابن عباس قال سالت على ابن ابى طالب رضى اللّه عنه لم لم يكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم في براءة قال لان بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمان و براة نزلت بالسيف و قيل اختلف اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال بعضهم الأنفال و براءة سورة واحدة نزلت في القتال و يعد السابعة من الطوال و هى سبع و قال بعضهم هما سورتان فتركت بينهما فرجة لقول من قال هما سورتان و تركت بسم اللّه الرحمن الرحيم لقول من قال هما سورة واحدة

قال البغوي قال المفسرون لما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الى تبوك كان المنافقون يرجعون الأراجيف يعنى يقولون أقوالا يضطرب بها المسلمون اضطرابا شديدا و جعل المشركون ينقضون عهودا كانت بينهم و بين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قلت و ذلك لزعهم ان المسلمين لا يقاومون قتال قيصر ملك الشام فامر اللّه تعالى نبيه صلى اللّه عليه و سلم بنقض عهودهم فقال.

_________________________________

١

بَراءَةٌ مِنَ اللّه وَ رَسُولِهِ «١» قال الزجاج يعنى قد برئ اللّه و رسوله اعطائهم العهود و الوفاء بها إذا نكثوا فقوله براءة خبر مبتدا محذوف اى هذه براءة و هى ضد المعاهدة و هى مصدر كالنشاءة و الدناءة و من ابتدائية متعلقة بمحذوف تقديره واصلة من اللّه و رسوله و يجوز ان يكون براة مبتدأ لتخصيصها بصفتها خبره إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ اى عاهدتموهم ايها الرسول و المؤمنون مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(١) بيان للموصول علقت البراءة باللّه و رسوله و المعاهدة بالرسول و المؤمنين للدلالة على انه يجب عليهم نبذ عهودهم.

﴿ ١