٨

كَيْفَ تكرار لاستبعاد ثباتهم على العهد او بقاء حكم إيفاء عهدهم مع التنبيه على علة الاستبعاد و حذف الفعل للعلم به يعنى كيف يكون لهم عهد و حالهم انه وَ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ اى يظفروا بكم لا يَرْقُبُوا اى لا يحفظوا و قال الضحاك لا ينظروا و قال قطرب لا يراعوا فِيكُمْ إِلًّا قال قتادة حلفا و قال ابن عباس و الضحاك قرابة و قال يمان رحما و قال السدى هو العهد و كذلك الذمة الا انه كرر لاختلاف اللفظين و قيل ربوبيته قال بيضاوى لعله اشتق للحلف من الال و هو الجوار لانهم كانوا إذا تحالفوا رفعوا أصواتهم و شهروه ثم استعير للقرابة لانها تعقد بين الأقارب ما لا يعقد الحلف ثم لربوبيته و لتربيته و قيل اشتقاقه من ال الشي ء إذا حدده أو أل البرق إذا لمع و قال ابو مجيز و مجاهد الال هو اللّه لفظ عبرى و كان عبيد بن عمير يقرأ جبرال بالتشديد يعنى عبد اللّه و في الخبران ناسا قدموا على ابى بكر من قوم مسيلمة الكذاب فاستقرأهم ابو بكر كتاب مسيلمة فقرؤا فقال ابو بكر رضى اللّه عنه ان هذا الكلام لم يخرج من ال يعنى اللّه عز و جل و الدليل على هذا التأويل قرأة عكرمة لا يرقبون في مؤمن الا يعنى اللّه عز و جل مثل جبرئيل و ميكائيل و في القاموس الال بالكسر العهد و الحلف و الجار و القرابة و الأصل الجيد و المعدن و الحقد و العداوة و الربوبية و اسم اللّه تعالى و كل اسم آخره ال أو إيل فمضاف الى اللّه تعالى و الوحى و الامان و الجزع عند المصيبة وَ لا ذِمَّةً عهدا او حقا يعاب على إغفاله يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ اى يقولون أقوالا موجبة مرضائكم نفاقا و تقية من الوعد بالايمان و الطاعة و وفاء العهد وَ تَأْبى قُلُوبُهُمْ ما يتفوهون به و يستبطنون الكفر و المعاداة بحيث ان ظفروا خالفوا ما تفوهوا به جملة يرضونكم مستانفه لبيان أحوالهم المنافية لثباتهم على العهد المقتضية لعدم مراقبتهم عند الظفر و لا يجوز جعله حالا من فاعل لا يرقبوا فانهم بعد ظهورهم لا يرضون المؤمنين وَ أَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ (٨) المراد بالفسق هاهنا نقض العهد و كان بعض المشركين يوفون العهود و يستنكفون من نقضها و لذلك خصص الفسق بأكثرهم دون كلهم.

﴿ ٨