|
١٦ أَمْ حَسِبْتُمْ خطاب للمومنين حين كره بعضهم القتال و قيل المنافقين و أم منقطعة بمعنى بل و الهمزة و الاستفهام للتوبيخ على الحسبان أَنْ تُتْرَكُوا فلا تومروا بالجهاد و لا تمتحنوا ليظهر الصادق من الكاذب وَ لَمَّا يَعْلَمِ اللّه الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ يعنى لم يتحقق منكم من جاهد في سبيل اللّه نفى العلم و أراد نفى المعلوم للمبالغة فانه كالبرهان عليه من حيث ان تعلق العلم به مستلزم لوقوعه او على طريق ذكر اللازم و ارادة الملزوم فان وقوع شي ء لا يمكن ان يتخلف من علم اللّه تعالى به وَ لَمْ يَتَّخِذُوا عطف على جاهدوا يعنى و لما يعلم اللّه الذين لم يتخذوا مِنْ دُونِ اللّه وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً بطانة يوالونهم و يفشون إليهم أسرارهم و في لما اشارة الى توقع وجود المجاهدين المخلصين في امة محمد صلى اللّه عليه و سلم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يزال من أمتي امة قائمة بامر اللّه لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم حتى يأتي امر اللّه و هم على ذلك متفق عليه من حديث معاوية و روى ابن ماجة بسند صحيح عن ابى هريرة نحوها و الحاكم و صححه عن عمر بلفظ لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقوم الساعة وَ اللّه خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٦) فيه دفع لما يتوهم من ظاهر قوله تعالى و لما يعلم اللّه قال البغوي قال ابن عباس لما اسر العباس يوم بدر غيره المسلمون بالكفر و قطيعة الرحم و اغلظ علىّ القول فقال العباس ما لكم تذكرون مساوينا و لا تذكرون محاسننا فقال ... على الكم محاسن قال نعم انا لنعمر المسجد الحرام و نحجب الكعبة و نسقى الحاج فانزل اللّه تعالى ردا على العباس. |
﴿ ١٦ ﴾