|
١٧ ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ الآية أخرجه ابن جرير و ابو الشيخ عن الضحاك و اخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن ابى حاتم من طريق على بن ابى طلحة عنه بلفظ قال العباس ان كنتم سبقتمونا بالإسلام و الهجرة و الجهاد و لقد كنا نعمر المسجد الحرام و نسقى الحاج و نفك العاني فانزل اللّه تعالى هذه الآية يعنى ما صح للمشركين و ما ينبغى لهم أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللّه «١» يعنى شيئا من المساجد فضلا عن المسجد الحرام فانه يجب على المسلمين منهم من ذلك لان مساجد اللّه انما يعمر لعبادة اللّه وحده فمن كان كافرا باللّه فليس من شانه ان يعمرها فذهب جماعة الى ان المراد منه العمارة المعروفة من بناء المسجد و مرمته عند الخراب فيمنع منه الكافر حتى لو اوصى به لا ينفذ و حمل بعضهم العمارة هاهنا على دخول المسجد و القعود فيه اخرج احمد و الترمذي و ابن حبان و الحاكم عن ابى سعيد قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا رايتم الرجل بعامر المسجد فاشهدوا له بالايمان قال اللّه تعالى انما يعمر مساجد اللّه من أمن باللّه و قال الحسن ما كان للمشركين ان يتركوا فيكونوا اهل المسجد الحرام قرا ابن كثير و ابو عمر و يعقوب مسجد اللّه على التوحيد (١) عن عمر بن الخطاب سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بنى مسجدا يذكر فيه اسم اللّه بنى اللّه له بيتا في الجنسة ١٢. و المراد الجنس و قيل أراد به المسجد الحرام لقوله و عمارة المسجد الحرام و لقوله تعالى فلا يقربوا المسجد الحرام و ذلك هو المراد بصيغة الجمع قال الحسن انما قال مساجد اللّه لانه قبلة المساجد كلها فكان عمارته عمارة الجميع و قال القراء ربما ذهبت العرب بالواحد الى الجمع و بالجمع الى الواحد الا ترى ان الرجل يركب البرذون و يقول أخذت في ركوب البراذين و يقال فلان كثير الدرهم و الدينار يريد الدراهم و الدنانير شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ اى مظهرين الشرك و تكذيب الرسول صلى اللّه عليه و سلم و هو حال من ضمير يعمروا و المعنى ما استقام لهم ان يجمعوا بين أمرين متنافيين عمارة بيت اللّه و عبادة غيره و قال الحسن لم يقولوا نحن كفار و لكن كلامهم بالكفر شاهد عليهم بالكفر و قال الضحاك عن ابن عباس شهادتهم على أنفسهم بالكفر سجودهم للاصنام و ذلك ان كفار قريش نصبوا الأصنام خارج البيت الحرام عند القواعد و كانوا يطوفون بالبيت عراة كلما طاقوا شوطا سجدوا لاصنامهم و قال السدى شهادتهم على أنفسهم بالكفر هو ان النصراني يسال فيقال من أنت فيقول نصرانى و اليهودي يقول يهودى و نحو ذلك أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ التي يفتخرون بها و يزعمونها محاسن من سقاية الحاج و عمارة البيت و فك العاني لانها ليست للّه تعالى خالصا وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ (١٧) لاجل الكفر و المعاصي و حبط الحسنات. |
﴿ ١٧ ﴾