٦

وَ ما مِنْ دَابَّةٍ و هى كل حيوان يدب على الأرض فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللّه رِزْقُها لتكفله إياها تفضلا و رحمة- و انما اتى بلفظ الوجوب تحقيقا لوصوله و حملا على التوكل فيه- و من هاهنا قيل انّ على بمعنى من و الاضافة فى رزقها للعهد يعنى ان الرزق المعهود المعلوم عند اللّه تعالى للعبد فاللّه تعالى متكفله إياه يأتى منه دون من غيره- قال مجاهد هو ما جاء من رزق فمن اللّه و ربما لم يرزقها حتّى يموت جوعا وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها

قال البغوي قال ابن مقسم و روى ذلك عن ابن عباس مستقرها المكان الّذي تأوى اليه و تستقر فيه ليلا و نهارا- و مستودعها الموضع الّذي تدفن فيه إذا مات- و قال ابن مسعود المستقر أرحام الأمهات و المستودع أصلاب الآباء- و رواه سعيد بن جبير و على بن طلحة و عكرمة عن ابن عباس- و قيل المستقر الجنة او النار و المستودع القبر لقوله تعالى فى صفة الجنة و النار حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا- و ساءَتْ مُسْتَقَرًّا كُلٌّ اى كل واحد من الدواب و أحوالها و أرزاقها فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٦) اى مثبت فى اللوح المحفوظ او فى كتب الحفظة- عن عبد اللّه بن عمرو قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتب اللّه مقادير الخلائق قبل ان يخلق السموات و الأرض بخمسين الف سنة قال و عرشه على الماء رواه مسلم و عن ابن مسعود قال حدثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو الصادق المصدوق ان خلق أحدكم يجمع فى بطن امه أربعين يوما نطفة- ثم تكون علقة مثل ذلك- ثم تكون مضغة مثل ذلك- ثم يبعث اللّه اليه ملكا بأربع كلمات فيكتب عمله و اجله و رزقه و شقى او سعيد الحديث متفق عليه- و عن ابى الدرداء قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان اللّه عز و جل فرغ الى كل عبد من خلقه من خمس من اجله و عمله و مضجعه و اثره و رزقه رواه احمد- كانّه أريد بالآية كونه عالما بالمعلومات كلها و بما بعدها ببيان كونه قادرا على الممكنات بأسرها تقريرا للتوحيد و لما سبق من الوعد و الوعيد

﴿ ٦