٧

وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ اى خلقهما و ما فيهما- او المراد بالسماوات ما هو فى جهة العلو- و بالأرض ما هو فى جهة السفل- و جمع السموات دون الأرض لاختلاف العلويات بالأصل و الذات دون السفليات وَ كانَ عَرْشُهُ قبل خلق السموات و الأرض عَلَى الْماءِ

قال البغوي و كان ذلك الماء على متن الريح- و قال كعب الأحبار خلق اللّه عز و جل ياقوتة خضراء- ثم نظر إليها بالهيبة فصارت ماء يرتعد- ثم خلق الريح فجعل الماء على متنها- ثم وضع العرش على الماء- و قال ضمرة ان اللّه عز و جل كان عرشه على الماء ثم خلق السموات و الأرض و خلق القلم فكتب به ما هو كائن من خلقه و ما هو خالق من خلقه ثم ان ذلك سبح اللّه و مجّده الف عام قبل ان يخلق شيئا من خلقه و روى البخاري عن عمران بن حصين قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان اللّه و لم يكن شي ء قبله و كان عرشه على الماء- ثم خلق السموات و الأرض و كتب فى الذكر كل شي ء الحديث- و قد ذكرنا بعض ما ورد من الاخبار فى العرش فى تفسير اية الكرسي فى سورة البقرة لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا اى ليعاملكم معاملة المبتلى المختبر لاحوالكم و هو اعلم بكم حتّى يظهر فيكم استحقاق الثواب و العقاب فان السموات و الأرض و ما فيها اسباب و مواد لوجودكم و معاشكم و ما يحتاج اليه أعمالكم يستدعى ان تشكروا ربكم- و دلائل و امارات تستدلون بها على صانعكم و تستنبطون منها معرفة ربكم- فقوله ليبلوكم متعلق بخلق و فيه اشارة الى ان السموات و الأرض و ما بينهما لم تخلق لانفسها بل توطية و تمهيدا لخلق المكلفين بل لخلق المؤمنين بل لخلق أحسنهم عملا و هو محمّد صلى اللّه عليه و سلم و من يشبهه و المراد بالعمل ما يعم عمل الجوارح و القلب- اخرج ابن المنذر و ابن ابى حاتم و ابن مردوية و الحاكم فى التاريخ بسند رواه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال يعنى فى تفسير هذه الاية أيكم احسن عقلا و أورع من محارم اللّه و اسرع فى طاعته فان احسن الأعمال اعمال القلوب و أحسنها حب اللّه و الاشتغال بذكره و الاستغراق فيه- فالمقصود من خلق السموات و الأرض وجود اهل اللّه و فيه تحضيض على الترقي دائما فى مراتب العلم و العمل كما يدل عليه صيغة التفضيل وَ لَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا اى البعث او القول به او القران المتضمن لذكره إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) اى كالسحر فى الخديعة و البطلان

و قرا حمزة و الكسائي الّا ساحر على ان الاشارة الى القائل و الساحر كاذب مبطل- اخرج ابن ابى حاتم عن قتادة قال لما نزلت اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ قال أناس ان الساعة قد اقتربت فتناهى القوم قليلا ثم عادوا الى أعمالهم السوء فانزل اللّه أَتى أَمْرُ اللّه فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ فقال أناس هذا امر اللّه قد اتى فتناهى القوم ثم عادوا الى مكرهم السوء فانزل اللّه

﴿ ٧