|
١٢ فَلَعَلَّكَ يا محمّد تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ يعنى ما فيه سبّ الهتهم و ذلك حين قالوا ايت بقرآن غير هذا ليس فيه سبّ الهتنا كذا قال البغوي- قال البيضاوي و لا يلزم من توقع الشي ء لوجود ما يدعو اليه وقوعه- لجواز ان يكون ما يصرف عنه و هو عصمة الرسول عن الخيانة فى الوحى و التقية فى التبليغ هاهنا- قلت و بهذا يندفع ما قيل ان لعل من اللّه واجبة الوقوع وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ الضمير فى به مبهم تفسيره أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا هلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ «١» على محمّد كَنْزٌ ينفقه فى الاستتباع كالملوك أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ يصدقه قاله عبد اللّه بن امية المخزومي- يعنى يضيق صدرك و تغتم بقولهم هذا- و جاز ان يكون المعنى لعلّك تارك بعض ما يوحى إليك اى تترك تبليغه إياهم لتهاونهم به و ضائق به اى يضيق بذلك الترك صدرك فان ترك ما امر اللّه به يوجب ضيق الصدر كما ان إتيان ما امر اللّه به يوجب انشراح الصدر- ان يقولوا اى تترك التبليغ مخافة ردهم و استهزائهم بان يقولوا و ضائق صدرك لاجل أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ان كان رسولا فقال اللّه تعالى إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ يعنى ليس عليك الا الانذار بما يوحى إليك و لا عليك شي ء ان ردوا او اقترحوا او قالوا ايت بقرآن غير هذا- فما بالك تترك بقولهم او بمخافة ردهم او يضيق صدرك بقولهم وَ اللّه عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ وَكِيلٌ (١٢) يحفظ ما يقولون فيجازيهم عليه- (١) فى الأصل الى محمّد-. |
﴿ ١٢ ﴾