|
١٨ وَ مَنْ أَظْلَمُ يعنى لا أحد «١» اظلم مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللّه كَذِباً بان زعم ان له ولدا او شريكا- او أسند اليه ما لم ينزله و نفى عنه ما أنزله- و أسند اليه تحريم ما لم يحرّم و تحليل ما حرم أُولئِكَ المفترون يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ يوم القيامة فيسئلهم عن أعمالهم وَ يَقُولُ الْأَشْهادُ يعنى الملائكة الذين كانوا يحفظون أعمالهم كذا اخرج ابو الشيخ عن مجاهد و عن ابن عباس انهم الأنبياء و الرسل و هو قول الضحاك و يؤيده قوله تعالى فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً- و اخرج ابن المبارك عن سعيد بن المسيب قال ليس من يوم الا و تعرض على النبي صلى اللّه عليه و سلم أمته غدوة و عشية فيعرفهم بسيماهم و أعمالهم فلذلك يشهد عليهم- و قال قتادة الخلائق كلهم- روى الشيخان فى الصحيحين عن ابن عمر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان اللّه يدنى المؤمن فيضع عليه كتفه و يستره فيقول أ تعرف ذنب كذا فيقول نعم اى رب حتّى قرره بذنوبه و راى فى نفسه انه قد هلك قال سترتها عليك فى الدنيا و انا اغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته و اما الكفار و المنافقون فينادى بهم على رءوس الخلائق هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللّه عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨) فيه تهويل عظيم مما يحيق بهم حينئذ بظلمهم على اللّه بكذبهم عليه- قلت و ليست الاشهاد منحصرة فى من ذكر بل من الاشهاد أعضاء المكلف قال اللّه تعالى الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ- و قال اللّه تعالى قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا الاية- و قال اللّه تعالى يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ الاية و سنذكر- و فى حديث انس عند مسلم يقول اللّه كفى بنفسك اليوم عليك (١) فى الأصل لا اظلم-. شهيدا- و بالكرام الكاتبين شهيدا فتحتم على فيه و يقال لاركانه انطقى الحديث- و سنذكر أحاديث الباب فى تفسير الآيات المذكورة ان شاء اللّه تعالى- و من الاشهاد الامكنة و الازمنة و غير ذلك و قد ذكرنا بعض ما ورد فيها فى سورة العاديات فى تفسير قوله تعالى يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها- قوله عليه السلام اخبارها ان تشهد يعنى الأرض على كل عبد و امة بما عمل على ظهرها- و روى البخاري عن ابى سعيد الخدري انه قال لا يسمع مدى صوت المؤذن جن و لا انس الا شهد له يوم القيامة و رواه ابن خزيمة بلفظ لا يسمع صوته حجر و لا مدر و لا شجر و لا جن و لا انس الا شهد له- و فى حديث ابى هريرة مرفوعا عند ابى داود و ابن خزيمة للمؤذن يغفر له مدى صوته و شهد له كل رطب و يابس- و اخرج ابن المبارك عن عمر من سجد عند موضع عند شجر او حجر شهد له يوم القيامة- و عن عطاء الخراسانى نحوه- و اخرج ابو نعيم عن معقل بن يسار عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال ليس من يوم يأتى على ابن آدم الا ينادى فيه يا ابن آدم انا خلق جديد و انا فيما تعمل عليك غدا شهيد- فاعمل فىّ خيرا شهد لك به غدا- فانى لو قد مضيت لم ترنى ابدا- و يقول الليل مثل ذلك- و اخرج مسلم عن ابى سعيد الخدري ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال ان هذا المال خضر حلو و نعم صاحب لمسلم و هو لمن اعطى منه الأسير و اليتيم و ابن السبيل شهيد- و انه من يأخذ بغير حق كالذى يأكل و لا يشبع فيكون عليه شهيدا يوم القيامة و اخرج ابو نعيم عن طاءوس قال يجاء يوم القيامة بالمال و صاحبه فيتحاجان الحديث- |
﴿ ١٨ ﴾