٦ وَ كَذلِكَ اى كما اجتباك لمثل هذه الرؤيا الدالة على الفضل و الكمال يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ للنبوة و الملك و الأمور العظام- و الاجتباء من جببت الشي ء إذا حصّته و أخلصته لنفسك- وجبت الماء فى الحوض إذا جمعته وَ يُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ اى تعبير الرؤيا لان الرؤيا حديث الملك ان كانت صادقة- و حديث الشيطان ان كانت كاذبة- عبر التعبير بالتأويل لانه ما يؤل اليه عاقبة الأمر و يؤل امره الى ما يرى فى منامه- او من تأويل غوامض كتب اللّه و سنن الأنبياء- قيل هذا كلام مبتدا خارج عن التشبيه كانه قيل و هو يعلمك- و الظاهر انه معطوف على ما سبق فان تعليم التأويلات و إتمام النعمة من انواع الاجتباء فهو من قبيل عطف الخاص على العام وَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ بالنبوة وَ عَلى آلِ يَعْقُوبَ قيل المراد بهم ابناؤه و كان ابناؤه كلهم أنبياء- علم ذلك استدلالا بضوء الكواكب و قيل المراد بهم أنبياء بنى إسرائيل كَما أَتَمَّها اى النعمة عَلى أَبَوَيْكَ يعنى الجد و أبا الجد مِنْ قَبْلُ إتمامها عليك إِبْراهِيمَ وَ إِسْحاقَ عطف بيان لابويك إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ بمن يستحق الاجتباء حَكِيمٌ (٦) يفعل الأشياء على ما ينبغى-. |
﴿ ٦ ﴾