٢٤

وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (٢٤) اى لا يخفى علينا شي ء من أحوالكم بيان لكمال علمه بعد الاحتجاج على كمال قدرته فان ما يدل على قدرته دليل على علمه-

قال البغوي قال ابن عباس أراد بالمستقدمين الأموات و بالمستأخرين الاحياء- و قال الشعبي الأولين و الآخرين و قال عكرمة المستقدمون من خلقه اللّه و حرج من أصلاب الآباء و المستأخرون من لم يخلق و لم يخرج بعد-

و قال مجاهد المستقدمون الأمم السابقة و المستأخرون امة محمّد صلى اللّه عليه و سلم- و قال الحسن المستقدمون فى الطاعة و الخير و المستأخرون المبطئون عنها- و قيل المستقدمون فى الصفوف فى الصلاة و المستأخرون فيها- اخرج ابن مردوية عن داود بن صالح انه سال سهل بن حنيف الأنصاري عن هذه الاية أنزلت فى سبيل اللّه قال لا و لكنها فى صفوف الصلاة-

و اخرج الترمذي و النسائي و ابن ماجة و ابن حبان و الحاكم و صححه عن ابن عباس ان امراة حسناء كانت تصلى خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتقدم بعض القوم لئلا ينظروا إليها و تأخر بعض حتّى يكون فى الصف المؤخر فاذا ركع نظر من تحت ابطيه فنزلت هذه الاية- و قال الأوزاعي أراد المصلين فى أول الوقت و المؤخرين الى آخره- و قال مقاتل أراد المستقدمين فى صف القتال و المستأخرين فيه- و قال ابن عيينة أراد من اسلم و من لم يسلم.

﴿ ٢٤