٧٨

قالَ الخضر هذا الاعتراض الثالث فِراقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ اى سبب الفراق بيننا لان في هذا الاعتراض مدخلا لهوى «٢» النفس بخلاف الاعتراضين السابقين- فان بناء هما كان على الديانة الصرفة او المعنى هذا الوقت وقت الفراق بيننا لوجود اعتراض منك فيه مدخل لهوى النفس و جاز ان يكون هذا اشارة الى الفراق الوعود بقوله فلا تصحبنى- و اضافة الفراق الى البين اضافة المظروف الى الظرف على الاتساع و التجوز-

قلت هذه اضافة بمعنى في سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (٧٨) اى بالخبر الباطن فيما لم تستطع الصبر عليه لكونه منكرا في الظاهر- و كان ماله على الخير و الصواب-

قال البغوي و في بعض التفاسير ان موسى أخذ ثبوبه فقال أخبرني بمعنى ما عملت قبل ان تفارقنى فقال.

(٢) هكذا ما قاله بعض غلاة الصوفية و اتبعهم المفسر رحمه اللّه تعالى و لم يعلموا ان هذا جراة عظيمة على أفضل أنبياء بنى إسرائيل و كليم اللّه تعالى و صاحب التوراة و قد تفقوه؟؟؟ به من قبل بعض المفسرين ورده في الكشاف بانه لا يليق بجلالتهما و قال في الروح ان الأثر اطروى فيه عن خبر الامة لغلة ليس بصحيح و اللّه تعالى اعلم ١٢ الفقير الدهلوي-.

﴿ ٧٨