سُورَةُ الْفُرْقَانِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ سَبْعٌ وَسَبْعُونَ آيَةً

مكّيّة و هى سبع و سبعون اية ربّ يسّر و تمّم بالخير بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

_________________________________

١

تَبارَكَ «٢» تفاعل من البركة و هى كثرة الخير يعنى تكاثر خيره و هذه الصيغة لا يتصرف فيه و لا يستعمل الا للّه تعالى قال ابن عباس معناه جاء كل بركة من قبله كذا قال الحسن و قيل معناه تزايد عن كل شى ء و تعالى عنه فى صفاته و أفعاله فان البركة تتضمن معنى الزيادة و من هاهنا قال الضحاك معناه تعظم الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ مصدر فرّق بين الشيئين إذا فصل بينهما سمّى به القران لفصله بين الحق و الباطل بتقريره و المحق و المبطل باعجازه او لكونه مفصولا بعضه عن بعض فى الانزال رتب اللّه سبحانه قوله تبارك على إنزال القران لما فيه من كثرة الخير و لدلالته على تعظمه سبحانه و تعاليه عَلى عَبْدِهِ محمد صلى اللّه عليه و سلم لِيَكُونَ

(٢) اخرج مالك و الشيخان عن عمر بن الخطاب رض قال سمعت هشام بن الحكيم يقرأ سورة الفرقان فى حيوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم فاستمعت لقراءته فاذا هم يقرا على حروف كثيرة لم يقرأينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكدتّ اساوره فى الصّلوة فتصبرت حتى سلم فلبيته بردائه فقلت له من اقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرا فقال اقرأنيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت كذبت فأن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقرأنيها على غير ما قرات فانطلقت به أقوده الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت انى سمعت هذا يقرا سورة الفرقان على حروف لم تقرانيها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اقرأ يا هشام فقرأ عليه بقراءة سمعته يقرأ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كذلك كذلك أنزلت ثم قال لى اقرأ فقرات القراءة التي أقرأنيها صلى اللّه عليه و سلم فقال هكذا أنزلت ان هذا القران انزل على سبعة أحرف فاقرء و اما تيسر منه ١٢ منه برد اللّه مضجعه.

اى العبد او الفرقان لِلْعالَمِينَ اى للانس و الجن عامة و عموم الرسالة من خصائصه صلى اللّه عليه و سلم نَذِيراً اى منذرا او انذارا كالنكير بمعنى الإنكار و هذه الجملة و ان كانت فى حيز الإنكار لاهل مكة المخاطبين بها و لا بد من ان تكون الصلة معلومة لكنها لقوة دليلها أجريت مجرى المعلوم.

﴿ ١