٢

الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ اى سلطانه و الموصول بدل من الاول و جاز الفصل بين البدل و المبدل منه بقوله ليكون لان المبدل منه اى الموصول مع الصلة و قوله ليكون من متعلقات الصلة تعليل له فكان المبدل منه لم يتم الا به و جاز ان يكون الموصول مرفوعا بتقدير المبتدا اى هو او منصوبا بتقدير اعنى او امدح وَ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً كما زعم النصارى وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ كما يقول المجوس و الثنوية اثبت له الملك مطلقا و نفى ما يقاومه فيه ثم نبّه على ما يدل عليه فقال وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْ ءٍ يعنى أحدث كل شى ء مراعى فيه التقدير كخلقه لانسان من مواد مخصوصة على صور و إشكال معينة فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً فسواه و هيأه لما أراد منه من الخصائص و الافعال كتهية الإنسان للادراك الفهم و النظر و التدبير و استنباط الصنائع المتنوعة و فراولة الأعمال المختلفة او المعنى فقدره للبقاء الى أجل مسمى و قد يطلق الخلق لمجرد الإيجاد من غير نظر الى وجه الاشتقاق فيكون المعنى و أوجد كل شى ء فقدره فى إيجاده حتى لا يكون متفاوثا و قيل قدر لكل شى ء تقديرا من الاجل و العمل و الرزق فجرت المقادير على ما خلق و لمّا تضمّن الكلام اثبات التوحيد و النّبوة أخذ فى البرد على من انكرهما فى بيان نقص الهتهم الباطلة فقال.

﴿ ٢