٣

وَ اتَّخَذُوا اى المنذرون «١» يدل عليه قوله نذيرا و المراد كفار مكة و الجملة معطوفة على قوله تبارك مِنْ دُونِهِ اى غير اللّه من زائدة و هو فى محل النصب على الحال من قوله آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً من الجواهر و الاعراض و الأعمال و الأحوال صفة لالهة وَ هُمْ يُخْلَقُونَ حيث خلق اللّه كل شى ء و هذا المعنى يعم الالهة الباطلة كلها و ان كان المراد بالالهة الأصنام فجاز ان يكون المعنى و هم ينحتون و يصورون اى حصلت لهم صورهم يكسب عبدتهم و الجملة معطوفة على ما سبق او حال أورد صيغة المضارع و المعنى على الماضي للاستحضار وَ لا يَمْلِكُونَ اى لا يقدرون لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا اى دفع ضراريد بهم ان يّسلبهم الذّباب شيئا لا يستنقذوه منه وَ لا نَفْعاً و لا جلب نفع و هذا حال الأصنام بل حال كل شى ء سوى اللّه تعالى فان عيسى و عزيرا و الملائكة مع علوم تبتهم لا يملكون لانفسهما نفعا و لا ضرّا الّا ما شاء اللّه قال اللّه تعالى قل لا املك لنفسى نفعا و لا ضرّا الّا ما شاء اللّه و لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير و ما مسّنى السّوء وَ لا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَ لا حَياةً وَ لا نُشُوراً يعنى لا يملكون اماتة أحد و لا إحياءه اوّلا و لا بشبه ثانيا و هذا الأمور من لوازم الالوهية فكل من ليس كذلك فليس باله و فيه اشارة الى ان الإله يجب ان يكون قادرا على البعث و الجزاء.

(١) و فى الأصل اى المنذر بن يدل عليهم إلخ الفقير الدهلوي.

﴿ ٣