١٨ قالُوا أورد صيغة الماضي للمستقبل لتحقق الوقوع سُبْحانَكَ تعجبا لما قيل لهم لعصمتهم ان كانوا ملائكة او أنبياء او لعدم قدرتهم على الإضلال ان كانوا جمادات او غير ذلك. او اشعارا بانهم الموسومون بتسبيحه و تحميده حيث قال اللّه تعالى و ان من شى ء الّا يسبّح بحمده فكيف يليق بهم إضلال عبيده او تنزيها للّه تعالى من ان يكون له شريك ما كانَ يَنْبَغِي لَنا جملة ينبغى خبر كان و اسمه ضمير الشان أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ من مزيدة لتأكيد النفي اى ما يصح لنا ان نوالى أحدا غيرك للعصمة و عدم القدرة فكيف يصح لنا ان ندعو غيرنا الى ان يتخذ وليا دونك و هذا جواب صحيح للانبياء و الملائكة و كذا للجمادات و اما من ادعى فى الدنيا الوهيّة باطلة من شياطين الجن و الانس فهذا الجواب منهم كقولهم و اللّه ربنا ما كنّا مشركين و كقول الشيطان لمّا قضى لامر انّ اللّه وعدكم وعد الحقّ و وعدتكم فاخلفتكم و ما كان لى عليكم من سلطان الاية وَ لكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَ آباءَهُمْ بطول العمر و الصحة و انواع النعم فاستغرقوا فى الشهوات حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ عطف على متّعتهم يعنى حتى غفلوا عن ذكرك و تذكّر آلائك و التّدبّر فى آياتك المنصوبة الدالّة على ذلك و عن احتياجهم إليك او تركوا الموعظة و الايمان بالقران فهو نسبة للضلال إليهم من حيث انه يكسبهم و اسناد له الى ما فعل اللّه بهم فحملهم عليه فهذه الاية حجة لنا على المعتزلة لا لهم علينا وَ كانُوا فى قضائك عطف على نسوا قَوْماً بُوراً اى هلكا مصدر وصف به و لذلك يستوى فيه الواحد و الجمع و قيل جمع بائر كعائذ و عوذ. |
﴿ ١٨ ﴾