٢٣

وَ قَدِمْنا اى عمدنا ذلك اليوم عطف على و يقولون إِلى ما عَمِلُوا اى الكفار مِنْ عَمَلٍ صالح كقرى الضيف و صلة الرحم و اغاثة الملهوف و نحوها فَجَعَلْناهُ عائد الى ما عملوا هَباءً مَنْثُوراً اى باطلا لا ثواب له لفوات شرط الثواب عليه من الايمان و الإخلاص للّه تعالى قال على الهباء ما يرى فى الكوى إذا وقع الشمس فيها كالغبار و لا يمس منها بالأيدي و لا يرى فى الظل و هو قول الحسن و عكرمة و مجاهد- و المنثور المفرق صفة لهباء و قال ابن عباس و قتادة و سعيد بن جبير هو ما تسفه الريح و تذريه من التراب و حطام الشجر و قال مقاتل هو ما يطير من حوافر الدّواب عند السير و قيل الهباء المنثور ما يرى فى الكوة و الهباء المنبتّ ما يطيره الريح من سنابك الخيل شبه عملهم المحبط فى حقارته و عدم نفعه بالهباء ثم بالمنثور منه فى انتثاره بحيث لا يمكن نظمه او فى تفرقه نحوا عراضهم التي كانوا يتوجهون نحوها او مفعول ثالث من حيث انه كالخبر كقوله تعالى كونوا قردة خسئين.

﴿ ٢٣