٦٠

وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ محتاجة الى الغذاء من البهائم و الطيور لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا معها و لا تدخر لغد قال سفيان بن على بن أرقم ليس شى ء من خلق اللّه يدخر الا الإنسان و الفارة و النمل اللّه يَرْزُقُها وَ إِيَّاكُمْ حيثما كنتم يعنى انها مع ضعفها و عدم ادخار أرزاقها و إياكم مع قوتكم و اجتهادكم سواء فى انه لا يرزقها و إياكم الا اللّه تعيشون كما تعيشون و تموتون كما تموتون فاجتهادكم عبث فلا تخافوا على معاشكم بالهجرة وَ هُوَ السَّمِيعُ لاقوالكم سمع قولكم لا نجد ما ننفق بالمدينة الْعَلِيمُ بما فى قلوبكم من ضعف اليقين اخرج عبد بن حميد و ابن ابى حاتم و البيهقي و ابن عساكر بسند ضعيف و كذا ذكر البغوي عن ابن عمر قال دخلت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حائطا من حوائط الأنصار فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلتقط الرطب بيده و يأكل فقال يا ابن عمر كل فقلت لا أشتهيها يا رسول اللّه قال لكنى أشتهيها و هذه صبح رابعة منذ لم اطعم طعاما و لم أجده فقلت انا للّه المستعان قال يا ابن عمر لو سالت ربى لاعطانى مثل ملك كسرى و قيصر أضعافا مضاعفة و لكن أجوع يوما و أشبع يوما فكيف بك يا ابن عمر رض إذا عمرت و بقيت فى قوم يحيئون رزق سنة و يضعف اليقين قال فو اللّه ما برحنا و لارمنا حتى نزلت وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ الاية. عن انس قال ان النبي صلى اللّه عليه و سلم كان لا يدخر شيئا لغد. رواه الترمذي و صححه و عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لو انكم تتوكلون على اللّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغذ و خماصا و تروح بطانا- رواه الترمذي و ابن ماجة و عن ابن مسعود- قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليس من شى ء يقربكم من الجنة و يباعدكم من النار الا قد أمرتكم به و ليس من شى يقربكم من النار و يباعدكم من الجنة الا قد نهيتكم عنه و ان روح القدس نعت فى روعى ان نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها الا فاتقوا اللّه و اجملوا فى الطلب و لا يحملنكم استبطاء الرزق ان تطلبوا بمعاصي اللّه فانه لا يدرك ما عند اللّه الا بطاعته- رواه البغوي فى شرح السنة و ذكره فى المعالم-.

﴿ ٦٠