٣٠

يا نِساءَ النَّبِيِّ التفات من الغيبة الى الخطاب مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ قال ابن عباس أراد بالفاحشة النشوز و سوء الخلق يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ قرأ ابن كثير و ابن عامر نضعّف بالنون على التكلم و كسر العين و تشديدها بغير الف من التفعيل و العذاب بالنصب على المفعولية- و الباقون بالياء التحتانية على الغيبة و و فتح العين على صيغة المجهول و العذاب بالرفع على انه مفعول ما لم يسم فاعله فيقرأ ابو جعفر «و يعقوب- ابو محمد» و ابو عمرو بتشديد العين بلا الف من التفعيل و الباقون بالتخفيف و الالف من الافعال ضِعْفَيْنِ اى ضعفى عذاب غيرهن و الضعف من الألفاظ المتضائفة التي يتوقف فهمه على شى ء اخر كالنصف و الزوج و هو تركب قدرين متساويين و- معنى أضعفت الشي ء و ضعّفته واحد و هو ضمت اليه مثله و كذا ضاعفته- و الضعفين المثلين الذين يضم أحدهما الى صاحبه كالزوجين فان أحدهما يضاعف الاخر و يزاوجه- و قد يطلق الضعف على مجموع المثلين كما فى قوله تعالى حكاية عن الاتباع من الكفار فاتهم عذابا ضعفا من النّار اى مثلى ما نحن فيه من العذاب لانهم ضلوا و أضلونا- و إذا أضيف الضعف الى عدد يراد به ذلك العدد مع مثله فضعف عشرة عشرون و ضعف مائة مائتان و ضعف الواحد اثنان و إذا أضيف الضعفين الى واحد يّثلثه و فى القاموس ضعف الشي ء مثله و ضعفاه مثلاه او الضعف المثل الى ما زاد يقال لك ضعفه يريدون مثليه و ثلاثة أمثاله لانه زيادة غير محصورة- و فسّر الجزري فى النهاية الضعف الواقع فى حديث ابى الدحداح بانه مثلى الاخر و قال يقال ان أعطيتني درهما فلك ضعفه اى درهمان و ربما قالوا فلك ضعفاه و قيل ضعف الشي ء مثله و ضعفاه مثلاه- و قال الزهري الضعف فى كلام العرب المثل فما زاد و ليس بمقصور على مثلين فاقل الضعف محصور فى الواحد و أكثره غير محصور و منه الحديث يضعف صلوة الجماعة على صلوة الفذ خمسا و عشرين درجة و قال اللّه تعالى فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً اى يزاد عليها يقال ضعّفت الشي ء و أضعفته و ضاعفته إذا زدته

قال البغوي ضعّف و ضاعف لغتان مثل بعّد و باعد قال ابو عمرو و ابو عبيد ضعّفته إذا جعلته مثليه و ضاعفته إذا جعلته أمثاله- و شدد ابو عمرو هاهنا لقوله تعالى ضعفين و قوله تعالى ضعفين منصوب على المفعولية لان التضعيف و المضاعفة يتضمنان معنى التصيير او على المصدرية من قبيل ضربته ضربتين او ضربته سوطين او على الحال من العذاب و وجه تضعيف العذاب ان الذنب منهن مع توافر النعمة أقبح و لذلك جعل حد الحر ضعف حد العبد و لان فى صدور الذنب منهن هتك حرمة مصاحبة سيّد البشر صلى اللّه عليه و سلم و ذلك أشد و أقبح وَ كانَ ذلِكَ اى تضعيف العذاب عَلَى اللّه يَسِيراً (٣٠) جملة معترضة.

﴿ ٣٠