٣٢ يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ اى ليست كل واحدة منكن او المعنى لم توجد جماعة واحدة من جماعات النساء مثلكن فى الفضل كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ و جملة لستن تعليل لمضمون ما ذكر و اصل أحد وحد بمعنى الواحد ثم وضع فى النفي العام مستويا فيه المذكر و المؤنث و الواحد و الكثير قال ابن عباس اى ليس قدر كن عندى مثل قدر غير كن من النساء الصالحات أنتن أكرم علىّ و ثوابكن أعظم لدىّ- هذه الاية تدل على فضلهن على سائر النساء و يعارضها قوله تعالى فى حق مريم ابنة عمران انّ اللّه اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ و القول بان المراد من نساء العالمين نساء زمانه يأباه ما رواه الترمذي عن انس ان النبي صلى اللّه عليه و سلم قال حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران و خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه و سلم و آسية امراة فرعون فالواجب ان يقال ان النساء فى قوله تعالى لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ من حيث انكن ازواج سيد البشر صلى اللّه عليه و سلم يعنى ليست أحد من النساء شريكة لكنّ فى هذا الفضل و الجمهور على ان أفضل نساء العالمين فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و خديجة بنت خويلد خير نساء الرسول صلى اللّه عليه و سلم و مريم بنت عمران و آسية امرأة فرعون و عائشة الصديقة بنت الصديق الأكبر حبيبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم روى الشيخان فى الصحيحين و احمد و الترمذي و ابن ماجة عن ابى موسى الأشعري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كمل من الرجال كثير و لم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون و مريم بنت عمران و ان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام- و فى الصحيحين عن على رضى اللّه عنه قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول خير نسائها مريم بنت عمران و خير نسائها خديجة بنت خويلد- و فى رواية كريب و أشار وكيع الى السماء و الأرض و فى الصحيحين من حديث عائشة عن فاطمة قالت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يا فاطمة الا ترضين ان تكونى سيدة نساء اهل الجنة او نساء المؤمنين- و عن حذيفة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انه قال ان هذا ملك لم ينزل الى الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه ان يسلم علىّ و يبشرنى بان فاطمة سيدة نساء اهل الجنة و ان الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنة رواه الترمذي و قال هذا حديث غريب إِنِ اتَّقَيْتُنَّ مخالفة حكم اللّه و رضاع رسوله شرط استغنى عن الجزاء بما مضى فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ الفاء للسببية يعنى إذا ثبت فضلكن على سائر النساء بشرط التقوى فلا بد ان لا يظهر منكن ما ينافى التقوى من الخضوع بالقول للرجال يعنى ان تكلم المرأة مع الرجل الأجنبي كلاما لينا بما تطمعه منها- و ذكر الجزري فى النهاية نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان يخضع الرجل لغير امرأته ان يلين لها بالقول بما يطمعها منه- و الخضوع الانقياد و المطاوعة و ذكر ايضا فى النهاية ان رجلا مرّ فى زمان عمر رضى اللّه عنه برجل و امراة قد خضعا بينهما حديثا فضربه حتى شجه فاهدره عمر رضى اللّه عنه اى ليّنا بينهما الحديث و تكلما بما يطمع كلّا منهما من الاخر و روى الطبراني بسند حسن عن عمرو بن العاص ان النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى ان يكلم النساء الا بإذن أزواجهن و روى الدار قطنى فى الافراد عن ابى هريرة انه صلى اللّه عليه و سلم نهى ان يتمطى الرجل فى الصلاة او عند النساء الا عند امرأته و جواريه فَيَطْمَعَ فى الفجور منصوب فى جواب النهى بان المقدرة بعد الفاء الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ اى شائبة من النفاق فان المؤمن الكامل الذي مطمئن بالايمان و يرى برهان ربه لا يطمع فيما حرمه اللّه تعالى و الذي إيمانه ضعيف كان فيه شائبة النفاق يشتهى الى ما حرم اللّه عليه- و فى غير المتواتر من القراءة فيطمع مجزوم عطفا على محل النهى فهو نهى لمريض القلب عن الطمع عقيب نهيهن عن الخضوع بالقول. (مسئلة) المرأة مندوبة الى الغلظة فى المقال إذا خاطبت الا جانب لقطع الاطماع وَ قُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً (٣٢) يعنى ما يعرفه حسنا بعيدا من الريبة. |
﴿ ٣٢ ﴾