سُورَةُ سَبَأٍ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ أَرْبَعٌ وَخَمْسُونَ آيَةً

مكّيّة و هى اربع و خمسون اية ربّ يسّر بسم اللّه الرّحمن الرّحيم و تمّم بالخير

_________________________________

١

الحمد للّه الّذى له ما فى السّموت و ما فى الأرض ملكا و خلقا و قمرا فهو الحقيق بالحمد سرّا و جهرا دون غيره و انما يحمد غيره لاجل اضافة بعض النعم الى غيره ظاهرا و بالمجاز.

وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ لان نعماء الاخرة ايضا له تعالى و ليس هذا من قبيل عطف المقيد على المطلق بل المعطوف عليه مقيد بكونه فى الدنيا لما يدل الوصف بالموصول و الصلة على انه المنعم بالنعم الدنيوية فله الحمد فى الدنيا لكمال قدرته و تمام نعمته و كذا فى الاخرة لان نعماء الآخرة ايضا له تعالى و تقديم الظرف فى الجملة الثانية للاشعار بان الحمد فى الدنيا قد يكون اللّه تعالى بواسطة من يستحق الحمد لاجلها و لا كذلك نعم الاخرة بل هى مختصة باللّه تعالى قيل الحمد فى الاخرة هو حمد اهل الجنة كما قال اللّه تعالى و قالوا الحمد للّه الّذى هدينا لهذا و ما كنّا لنهتدى لو لا ان هدينا اللّه و قالوا الحمد للّه الّذى صدقنا وعده- و الحمد للّه الّذى اذهب عنّا الحزن وَ هُوَ الْحَكِيمُ الذي احكم امور الدين الْخَبِيرُ (١) ببواطن الأشياء و ظواهرها.

﴿ ١