٢

ما يَفْتَحِ اللّه لِلنَّاسِ اى ما يعطى اطلق الفتح و هو الإطلاق و أراد به الإعطاء تجوزا إطلاقا للسبب على المسبب مِنْ رَحْمَةٍ نعمة دينية كالايمان و العلم و النبوة و توفيق الحسنات او دنيوية كالمطر و الرزق و الامن و الصحة و الجاه و المال و الولد فَلا مُمْسِكَ لَها اى لا أحد يحبسها و يمنع من اعطائها وَ ما يُمْسِكْ اى ما يمنعه فَلا مُرْسِلَ لَهُ و اختلاف الضميرين لان الموصول الاول فسر بالرحمة فروعى معناه و الثاني مطلق يتناولها و الغضب فروعى لفظه و فيه اشعار بان رحمة سبقت غضبه مِنْ بَعْدِهِ اى بعد إمساكه وَ هُوَ الْعَزِيزُ الغالب على ما يشاء لا يقدر أحد ان ينازعه الْحَكِيمُ (٢) لا يفعل الا بعلم و إتقان روى الشيخان فى الصحيحين عن المغيرة بن شعبة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقول دبر كل صلوة لا اله الّا اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شى ء قدير لا مانع لما أعطيت و لا معطى لما منعت و لا ينفع ذا الجد منك الجد و لما بيّن اللّه سبحانه انه خالق لجميع الأشياء متصرف فيها على ما يشاء امر الناس بشكر انعامه فقال.

﴿ ٢