٣

يا أَيُّهَا النَّاسُ يا اهل مكة و دخل فى العموم غيرهم اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّه عَلَيْكُمْ حيث اسكنكم الحرم و منع منكم الغارات و جعل الأرض كمهد و رفع السماء بلا عمد و خلقكم و زاد فى الخلق ما شاء و فتح أبواب الرزق و لا ممسك له- ثم أنكر ان يكون لغيره فى ذلك مدخل حتى يستحق الإشراك به فقال هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللّه يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ المطر وَ الْأَرْضِ النبات من الاولى زائدة فان الاستفهام للانكار بمعنى النفي و خالق مبتدا و غير اللّه فاعله على قراءة الرفع او خالق مبتدا محذوف الخبر تقديره هل لّكم من خالق غير اللّه او خبره غير اللّه ايضا على قراءة الرفع او خبره يرزقكم و غير اللّه وصف له او بدل منه قرأه حمزة و الكسائي «و ابو جعفر و خلف ابو محمد» بالجر حملا على لفظه و الباقون بالرفع حملا على محله او خالق فاعل لفعل محذوف تقديره هل يرزقكم من خالق غير اللّه و يرزقكم فى محل الجر او الرفع صفة لخالق او فى محل النصب حال منه او تفسير لما أضمر او استئناف لا محل له من الاعراب لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٣) فمن اىّ وجه تصرفون من التوحيد الى الإشراك مع اعترافكم بانه الخالق و الرازق لا غير.

﴿ ٣