٣

أَلا للّه الدِّينُ الْخالِصُ جملة معترضة للتنبيه اى انا هو الذي وجب اختصاصه بان يخلص له الطاعة فانه المنفرد بصفات الالوهية و الاطلاع على الاسرار و الضمائر وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا يعنى الكفرة الذين اتخذوا مِنْ دُونِهِ اى من دون اللّه أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ اى قالوا ما نعبدهم إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللّه كذلك قرا ابن مسعود و ابن عباس و حينئذ قالوا المقدر بدل من الصلة او حال بتقدير قد من فاعل اتخذوا و قوله زُلْفى مصدر بمعنى قربى

قال البغوي اسم أقيم مقام المصدر كانه قال ليقرّبونا الى اللّه تقريبا او حال و الموصول مبتدا خبره إِنَّ اللّه يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ و بين المسلمين فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ من امر الدين بإدخال المحق الجنة و المبطل النار و الضمير للكفرة و مقابليهم و جاز ان يكون خبر الموصول جملة قالوا ما نعبدهم و جملة انّ اللّه يحكم بينهم مستأنفة و جاز ان يكون المراد بالموصول المعبودون بالباطل على حذف الراجع يعنى الّذين اتّخذوهم من دونه اولياء من الملائكة و عيسى و الأصنام انّ اللّه يحكم بينهم و جملة ما نعبدهم بتقدير القول حال او بدل للصلة و لا يحتمل كونه خبرا اخرج جويبر عن ابن عباس فى هذه الاية قال أنزلت فى ثلاثة احياء عامر و كنانة و بنى سلمة كانوا يعبدون الأوثان و يقولون الملائكة بناته فقالوا ما نعبدهم الّا ليقرّبونا الى اللّه زلفى و

قال البغوي انهم كانوا إذا قيل لهم من ربكم و من خلقكم و من خلق السّماوات و الأرض قالوا للّه فيقال لهم ما معنى عبادتكم الأوثان قالوا ليقرّبونا الى اللّه زلفى إِنَّ اللّه لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ بنسبة الولد الى اللّه و بقوله الأصنام تشفع عند اللّه كَفَّارٌ (٣) لانعام اللّه حيث يشرك به غيره يعنى ان اللّه لم يرد و لا يريد ان يهديهم و لو شاء لهداهم فلم يكذبوا و لم يكفروا جملة معترضة ..

﴿ ٣